في ما يمثل نقلة نوعية في الأساليب الدعائية التي يتبعها تنظيم القاعدة، أطلق الجيل الجديد من التنظيم قبل أيام مجلة «إنسباير» الإلكترونية الصادرة باللغة الإنجليزية لتخاطب المسلمين في العالم الغربي تحتوي علي مواضيع وصور ملونة لأسلحة وصور لزعيم التنظيم اسامة بن لادن والرجل الثاني فيه أيمن الظواهري وآخرين من القيادات، كما تتضمن معلومات تفصيلية حول طرق صنع قنبلة ونصوص دينية يتخذها التنظيم قواعد شرعية في تنفيذ عملياته.. الخبير الفرنسي ماتيو جيدار المتخصص في الحركات المتطرفة يحلل في حوار مع مجلة لوفيجارو هذا الشكل الجديد في الوسائل الدعائية لتنظيم القاعدة. أصدر الفرع اليمني من القاعدة مجلة باللغة الإنجليزية ما الهدف منها؟ وفق ما جاء في المقال الافتتاحي للمجلة كان واضحا انها تهدف لمخاطبة "ملايين المسلمين ممن لغتهم الأولي أو الثانية هي الإنجليزية في أي مكان في العالم. وما الجديد في المجلة؟ بخلاف استخدام اللغة الإنجليزية فإنها لا تقدم أي جديد في المضمون فأغلب المقالات المنشورة تم نشرها من قبل في اثنتين من الدوريات التي تصدرها القاعدة وهي "صوت الجهاد" و"صدي الجهاد" فالأمر لا يتعدي مجرد ترجمة مقالات مشهورة لرجال القاعدة أو الموالين لها مقالات من السهل أن تجدها علي الإنترنت حتي الحوارات المنشورة لم تخرج عن الرسائل القديمة لقادة التنظيم. هل هذه المجلة حقيقية أم مزيفة مثلما يؤكد البعض علي الإنترنت؟ هذا الجدل يحدث عند ظهور أي معلومة أو وثيقة تتعلق بالقاعدة، لكن هذه المرة الدليل علي ارتباط هذه المجلة بالقاعدة جاء من المنظمة نفسها التي أعلنت عن المجلة ونشرت ذلك علي العديد من المنتديات، لكن من يشكون في أحداث 11 سبتمبر سيواصلون شكوكهم أيا كانت الأدلة والبراهين سواء كان ذلك عن جهل أو عن اقتناع. وما دلالة استخدام القاعدة للغة الإنجليزية في الدعاية؟ لجوء أكبر تنظيم إرهابي معاد لأمريكا لاستخدام اللغة الإنجليزية دليل علي الانتصار الثقافي للولايات المتحدة وفي ذلك دليل أيضا علي أن الزعماء الأكثر عملية من بين قادة القاعدة في طريقهم لسحب البساط من تحت السلفيين الأكثر تشددا وجمودا الذين طالما اعتبروا الإنجليزية لغة الشيطان . إذن فمجلة "إنسباير" تعلن بداية حرب بين الإرهابيين "القدامي والجدد"؟ لا ولكننا نشهد معارضة ملحوظة بين "المحدثين العمليين " وبين "السلفيين الرجعيين" الذين يعيشون خارج عصرهم فعلي سبيل المثال جاء في أحد مقالات المجلة بقلم كاتب يدعي مختار حسن تحليل دقيق ل"حاجز اللغة " ودعوة ل"اختلاط الثقافات" لضمان نجاح الجهاد وهو موقف لم يكن من الممكن تخيله لدي الحرس القديم. هل هذا معناه أن العولمة تؤثر علي الإرهاب؟ إلي حد ما فقد بدأ جيل جديد من الإرهابيين في الأخذ في الاعتبار بتأثيرات العولمة وتطويعها بما في ذلك وسائل الدعاية عن طريق اللجوء لأكثر اللغات استخداما في العالم. وكيف يفرض استخدام الإنجليزية الخضوع للقواعد الأنجلو- ساكسونية؟ القاعدة مضطرة لتبني وجهة نظر وطريقة الخطاب الخاصة بالجمهور المستهدف والدليل الأكبر علي هذا هو اسم المجلة نفسهInspire وهو اسم مستوحي من صورة الأنفال الذي تظهر بعض الآيات منها علي غلاف المجلة لكن الكلمة العربية الموازية لها هي "حرض" أو بمعني أصح "حرض علي القتال" وبما أن التحريض ذو معني سلبي في اللغة الإنجليزية فقد لجأ الناشر إلي استخدام هذا الاسم الإنجليزي لجذب الجمهور المستهدف وإن لم يعط المعني الصحيح للفظ القرآني.