مجددا يؤكد بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه وحكومته لن يقدما اعتذارا لتركيا علي جريمة أسطول الحرية، لأنه يري فيما حدث لا يستحق الاعتذار، ويأتي هذا التأكيد الجديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي برفض الاعتذار لتركيا بعد اللقاء الذي كان سريا ولم يعد كذلك بين وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ووزير التجارة الإسرائيلي بنيامين بن إليعازر، وهو اللقاء الذي جددت فيه تركيا من جانبها طلباتها من إسرائيل والتي تبدأ بالاعتذار عن اقتحام السفينة التركية مرمرة وقتل تسعة من الأتراك، وتقديم تعويضات لأهالي الضحايا. وهكذا.. مازالت عقبة الاعتذار تعترض محاولات إعادة تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل والتي تدفع فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بعد أن تعكرت هذه العلاقات كثيرا بعد جريمة أسطول الحرية.. ومازالت هذه العقبة موجودة رغم وجود رغبة لدي مسئولين أتراك وإسرائيليين في تحقيق هذا التطبيع.. حيث يوجد في تركيا من يحاولون تبريد الأعصاب التي تعرضت للسخونة الشديدة بعد وقوع الجريمة الإسرائيلية، وهو ما أسفر عن ضبط رد الفعل التركي الرسمي تجاه ما حدث، فلم يتجاوز حتي الآن استدعاء السفير التركي من إسرائيل، وتجميد ووقف مناورات عسكرية مشتركة، بالإضافة إلي حظر جزئي علي الطائرات العسكرية الإسرائيلية في المجال الجوي التركي.. بينما توجد في إسرائيل شخصيات مثل بن إليعازر أقرب المسئولين الإسرائيليين قربا للأتراك يتحمسون إلي تجاوز الأزمة التي وقعت في العلاقات الإسرائيلية التركية وذلك بالسعي بتقديم بعض الترضيات للحكومة التركية مثل إعادة السفن التركية التي مازالت إسرائيل تحتجزها من سفن أسطول الحرية، وعدم الرفض العلني لتقديم اعتذار لتركيا أو تعويضات مالية لأهالي الضحايا، وإنما ربط ذلك بالتحقيق الذي تجريه إسرائيل في هذه الجريمة. ويشجع علي التهدئة واشنطن التي تري ضرورة احتفاظ الجانبين.. تركيا وإسرائيل بعلاقات غير متوترة بينهما. لكن، حينما يبادر نتانياهو بعد يومين أو أقل فقط من اللقاء الذي تم بين بن اليعازر وأغلو في بلجيكا بإعلان رفضه علنا تقديم اعتذار لتركيا علي ما حدث فإن هذا يعني أن هناك مقاومة إسرائيلية رسمية لتطبيع العلاقات مع تركيا، وأن الذي يقود هذه المقاومة شخصياً رئيس الوزراء الإسرائيلي ذاته، وليس وزير خارجيته ليبرمان الذي أثاره أن يتم ترتيب لقاء بن اليعازر مع أوغلو من وراء ظهره وبدون علمه. ولعل هذا يؤكد مجدداً أن ما قام به الإسرائيليون من عنت تجاه السفينة التركية مرمرة ضمن أسطول الحرية كان متعمداً ومقصوداً، لأنه استهدف تعكير العلاقات مع تركيا، أي أن الإسرائيليين كانوا يبغون تحقيق ذلك.. والأغلب أنهم مازلوا حريصين علي استمرار هذه العلاقات معكرة ولا يستجيبون لرغبة واشنطن لتطبيع هذه العلاقات.. لقد أرسل نتانياهو بن اليعازر ليلتقي سرا مع أوغلو في بلجيكا، ولكنه لم يوفر لمهمة وزيره النجاح، بل علي العكس سارع بإفشالها، حينما سرب أمرها إلي الصحافة الإسرائيلية، ثم تلي ذلك بإعلان رفضه علناً الاعتذار للأتراك.. وهذا يعني أنه لا يريد دوراً تركيا في القضية الفلسطينية أو السورية ولو بالوساطة!