«الإسلام الإندونيسي».. واحد من التجارب الدينية الواجب دراستها بعناية وهذا ما فعله الباحث روبرت برنجل في كتابه «فهم الإسلام في إندونيسيا» الذي قال فيه، أن إندونيسيا تعرف في العالم بأنها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد سكانها و90% من سكانها يدينون بالدين الإسلامي كما وأنها بلاد اشتهرت بثروات أرضها الخصبة الفائضة وطبيعتها الجميلة الخلاّبة؛ فالعالم الخارجي لا يعرف عن تلك البلاد شيئا فهي تكاد تكون أشبه بالجزيرة الغامضة وهو ما دفع روبرت برنجل إلي إصدار كتابه الجديد «فهم الإسلام في إندونيسيا» فيرصد فيه ما لا نعرفه عن إندونيسيا المسلمة وعن ظهور الاسلام هناك وممارسة الشعائر الإسلامية ومدي تأثير الدين الإسلامي علي الأوضاع السياسية في إندونيسيا. ويوضح المؤلف أن الاختلافات الكبري بين سكان إندونيسيا وتعدد الثقافات واللغات نظرا للطبيعة الجغرافية لها كانت من أهم عوامل انتشار الإسلام وتطوره ويتناول الكتاب دور الإسلام في بزوغ نجم الديمقراطية الجديدة في إندونيسيا وأثرها في تشكيل الحياة السياسية في البلاد بالإضافة إلي التأكيد علي أهمية التعليم الإسلامي. ويؤكد برنجل علي أن الإسلام في إندونيسيا لا يتسم بالتطرف والتشدد كما يروج البعض. وعلي الرغم من القاعدة الكبري للإسلام في إندونيسيا فلا يؤيد انتشار الإسلام السياسي في البلاد سوي الأقلية. ويري النقاد أن اختلاف طبيعة إندونيسيا وانتشار الإسلام فيها هي تجربة فريدة نادرا ما تتكرر. واختلف العلماء حول تاريخ ظهور الإسلام في إندونيسيا ولكنه انتشر علي يد التجار المسلمين ولم ينتشر بحد السيف كما يزعم البعض. ويشير الكاتب إلي أن القيم الديمقراطية تقوم علي أساس الحرية والعدالة والمساواة ومثلها في ذلك مثل قيم الإسلام التي أساسها الحرية والعدالة والمساواة.وشدد الكاتب علي أن إندونيسيا ليست مركزا للإسلام علي الرغم من كونها أكبر دولة إسلامية من حيث عدد سكانها. ولدي البعض اعتقاد خاطئ بوصف الإسلام في إندونيسيا بأنه هو النموذج الجيد للتعبير عن الإسلام مقارنة بنماذج الجماعات الإسلامية الاخري التي قد تكون نواة لاندلاع العنف والتطرف خاصة في الشرق الأوسط، فإندونيسيا بها معتدلين ودستورها يؤكد علي حرية التعبير ولكنها لا تخلو تماما من التطرف. وأعرب الكاتب عن أمله في تغير السياسة الخارجية للولايات المتحدةالأمريكية تجاه إندونيسيا والمسلمين بشكل عام حيث انتاب الامريكين حالة من الخوف والفزع من الإسلام والمسلمين بالإضافة إلي ربط مصطلح الإرهاب بالإسلام. ففي الماضي كانت أمريكا تري أن الإسلام هو أداة ضد الشيوعية ولكن الآن باتت تري أن الإسلام في ذاته يمثل تهديدا.