أتبعت جريدة «وطني» منذ فترة سياسة تحريرية جديدة.. من خلال إصدارها لكتاب وطني الدوري، والذي صدر منه إلي الآن سلسلة من تسعة كتب مختلفة. وهي سلسلة تناقش بعض القضايا المهمة من خلال استعراض وتحليل ما نشر بجريدة "وطني" بخصوص هذه القضية علي مدار سنوات طويلة. ويعتبر الكتاب الأخير الذي صدر تحت عنوان (الأقباط والبرلمان.. أصوات من زجاج) من الكتب القيمة في مجالها لأنه قد صدر أثناء انتخابات الشوري، وقبل انتخابات مجلس الشعب. يستعرض الكتاب تطور الحياة البرلمانية في مصر، ثم يتناول المشاركة السياسية للأقباط وتمثيلهم في المجالس النيابية حيث يستعرض العديد من الإحصاءات والأرقام ذات الدلالة، وعلي سبيل المثال: - لم يشهد البرلمان المصري منذ سنة 1924 وإلي 1950 تعيين أي قبطي، وكان وجودهم يقتصر علي الانتخاب فقط. - في سنة 1931 بلغ إجمالي عدد نواب البرلمان 150 عضواً.. بينهم 4 أقباط منتخبين، بينما في سنة 1950 بلغ إجمالي عدد نواب البرلمان 319 عضواً.. بينهم 10 أقباط منتخبين. - شهدت سنة 1942 انتخاب أكبر عدد من الأقباط حيث بلغوا 27 عضواً منتخباً من إجمالي عدد نواب البرلمان البالغ 264 عضواً. - لم يتم انتخاب أي قبطي في انتخابات سنة 1957 وسنة 1995. - شهدت فترة الرئيس حسني مبارك وصول العديد من الأقباط إلي البرلمان بالانتخاب وبالتعيين حيث شهد عام 1987 انتخاب 6 أقباط، وتعيين 4 من إجمالي 458 عضواً. بينما شهد عام 2005 انتخاب 2 أقباط وتعيين 5 من إجمالي 454 عضواً. رصد الكتاب العديد من أشهر النواب علي مدار ما يقرب من 150 سنة بداية من جرجس برسوم سنة 1866 وميخائيل فرج سنة 1876 وويصا واصف (رئيس مجلس النواب سنة 1934، ومروراً بصليب سامي باشا سنة 1940 وفخري عبدالنور سنة 1942 وواصف بطرس غالي سنة 1950، وصولاً إلي منير فخري عبد النور ويوسف بطرس غالي. وأخيراً خالد مهني الأسيوطي. وهي مجرد نماذج علي سبيل المثال وليس الحصر. رصد الكتاب العديد من المشكلات والهموم القبطية تحت قبة البرلمان، ولقد ركز علي ثلاث قضايا لا تزال محط الاهتمام، وهي: القانون الموحد لبناء دور العبادة، وتجاهل أحداث الفتنة الطائفية، ومشروع قانون الأحوال الشخصية. يتسم الكتاب الذي لم تتجاوز صفحاته مائة صفحة بأنه يمثل ملخصاً وافياً للمشاركة السياسية للمواطنين المسيحيين المصريين سواء بالأرقام الحقيقية التي تعبر عن مدي ضعف المشاركة السياسية للمسيحيين المصريين في العملية السياسية أو للعقبات التي تواجه العديد من القوانين التي تمثل تطوراً إيجابياً في حالة صدورها. إنه كتاب مهم شيق للقراءة.. قام بإعداده عادل منير، وقام روبير الفارس بالمراجعة التحريرية له. وقدمته سامية سيدهم.. المشرفة علي سلسلة كتاب «وطني».