تعتبر إسبانيا واحدة من أكثر البلاد التي تشهد حراكاً سياسياً علي الساحة بحزبيها الشعبي والاشتراكي اللذين يضمان قائمة طويلة من القيادات السياسية المتميزة والمنتمين إليهما بشكل قد يفوق الكثير من البلدان الأوروبية الأخري خاصة أن إسبانيا واحدة من دول منطقة اليورو التي شهدت حكماً ديكتاتورياً لفترة طويلة تحت حكم عسكري للجنرال فرانكو لتشهد بعد وفاته طفرة ديمقراطية غير مسبوقة وحرية منقطعة النظير أدت إلي ظهور أجيال من السياسيين الإسبان وبأعداد كبيرة. كتاب « La Casta» أو الطائفة للكاتب الإسباني دانيال مونتيرو يبرز الأعداد كبيرة للسياسيين الإسبان الذي يؤكد الكتاب أن عددهم حاليا ثمانون ألفا وهم عدد الطبقة السياسية في إسبانيا والتي يطلق عليها الكاتب مصطلح " الطائفة " نظرًا لتمتعهم بامتيازات خاصة وما يسميه بحرية التصرف في المال العام والتمتع بامتيازات السلطة. وبحسب الدستور الإسباني المعدل في عام 1978 أصبحت إسبانيا دولة قانون اجتماعية وديمقراطية تحت نظام ملكي برلماني حيث كانت قبل ذلك تحت حكم شمولي للجنرال فرانكو والملك منصبه فخري ورئيس الوزراء هو الحاكم الفعلي للبلاد واعتبر الكاتب السياسيين في البلاد يتلاعبون بمناصبهم للوصول لأغراضهم الشخصية وطالب بمزيد من القيود من جانب البرلمان للحد من تمتعهم باستغلال مناصبهم السياسية.