الأهداف هي عملة كرة القدم، ولهذا يجب ألا يكون مفاجئا أن لاعبين مثل مولر وكيمبس ورونالدو وروسي تم تخليد أسمائهم في السجل الذهبي لهذه البطولة، وفي الحقيقة فإن قائمة أفضل الهدافين في النسخ السابقة من كأس العالم أصبحت بمثابة تأريخ لألمع الأسماء في عالم الساحرة المستديرة، بدءًا بالأرجنتيني جييرمو ستابيلي في النسخة الأولي عام 1930، الذي مهد الطريق أمام أساطير كبيرة لحقت به من أمثال ليونيداس دا سيلفا وجوست فونتين وأوزيبيو، وبالنسبة للقناصين في جنوب أفريقيا 2010. هناك سؤال يطرح نفسه وهو.. من سينضم إلي قائمة الشرف التي تضم أفضل الهدافين؟ وبالنظر إلي أن الانضمام إلي هذه القائمة يكفل أن يخلد اسم الهداف في السجلات الكروية إلي الأبد، فإن الجائزة مغرية دون شك، وبينما يعمل البعض بصمت في سبيل تحقيق هذا الإنجاز، إلا أن غيرهم تحدثوا علنا عن جهودهم في سبيل الظفر بجائزة الحذاء الذهبي. فقد مرت الآن ثلاثة أشهر منذ أن قال جونزالو هيجواين «يتمثل حلمي بأن أتربع علي قائمة الهدافين في كأس العالم»، ويبدو أن الرياح أتت بما تشتهيه سفن هذا القناص الأرجنتيني صاحب القميص رقم 9، حيث بدأ بالفعل مشواره نحو تحقيق ذلك الحلم. فبعد الجولة الأولي من مباريات دور المجموعات والتي طغي عليها الحذر علي المستطيل الأخضر ولم يتمكن أي لاعب من تسجيل أكثر من هدف، كان لهيجواين كلام آخر عندما اقتنص أول ثلاثية شخصية في إحدي مباريات كأس عالم منذ ثماني سنوات، ليطلق بذلك الشرارة الأولي للسباق علي جائزة أفضل هداف في جنوب أفريقيا 2010، وحتي الآن يحتل مهاجم ريال مدريد صدارة الترتيب، لكنه يواجه بطبيعة الحال منافسة شرسة من أسماء أخري تخوض المونديال. وما من شك في أن لويس فابيانو يعتبر من أهم تلك الأسماء، وقد أتي رد فعله علي تسجيله هدفين في شباك كوت ديفوار بالإعلان عن أنه «حصان أسود» يطارد هيجواين ويحاول تجاوزه، وضمن الاستعدادات للبطولة، أشار رأس الحربة البرازيلي إلي ثلاثة من أهم الأسماء التي ستنافس علي لقب أفضل هداف، مؤكدا في الوقت نفسه أنه هو أيضا مرشح فوق العادة لذلك، حيث قال: «يتوقع أن يقاتل واين روني ودافيد فيا للظفر بالحذاء الذهبي، كما سيسجل ليونيل ميسي الكثير من الأهداف، وآمل أن أكون بينهم أيضا». وبينما بذل كل من روني وميسي جهودا كبيرة في سبيل اقتناص هدفهما الأول دون جدوي حتي الآن، إلا أن الاسم الثالث علي قائمة فابيانو المصغرة اقترب بالفعل من حصيلة هيجواين بعد أن سجل هدفين في شباك هندوراس، وقد كانت أمام هذا المهاجم الإسباني الفذ فرصة ذهبية لمقاسمة هيجواين المركز الأول بثلاثة أهداف، إلا أنه أهدر ركلة جزاء. لكن ذلك لم يؤثر أبدا علي ثقته بقدراته التهديفية، حيث قال: «إنه لأمر عظيم أن أكون أفضل هداف، وبالنظر إلي مستوي قدراتنا فيما يتعلق باللمسات الأخيرة علي الهجمات، فإنني قادر علي تحقيق ذلك».