أهتم كثيراً بحالة التعليم المصري لأنني أعلم جيداً.. أنه السبيل الوحيد لمستقبل أفضل لوطننا.. ومن هذا المدخل أهتم بما يقوم به د. أحمد زكي بدر (وزير التربية والتعليم) الذي أحترم فيه كثيراً قدرته علي اتخاذ القرارات والدفاع عنها.. مادامت كانت في صالح تطوير العملية التعليمية. وخلال الفترة الماضية.. حضرت أكثر من مناقشة مع د. أحمد زكي بدر حول حال التعليم المصري، ولقد رصدت العديد من الملاحظات المهمة التي تستحق الدراسة والتحليل.. علي غرار: - إن نجاح المدرسة في تحقيق دورها هو توافر ثلاثة عوامل، هي القانون والتمويل والانضباط، القانون الذي يساعد علي تحقيق طموحات تطوير التعليم بدون أي معوقات، والتمويل الذي يجب علي الحكومة المصرية توفيره من أجل تحقيق الخطط الطموحة، والانضباط المطلوب لتنفيذ القانون وصرف المخصصات المالية بأقصي درجة استفادة. - أتفق مع ما سمعته من د. أحمد زكي بدر من أن المشكلة الحقيقية في التعليم المصري.. ليست مشكلة تعليمية؛ بقدر ما هي مشكلة ثقافية في الوجدان العام لكل من التلاميذ والمدرسين، وواضعي المناهج والامتحانات، وأولياء الأمور. - يرتبط بما سبق، ما يمكن أن نطلق عليه تدريس المنهج الخفي أو السري.. أي المنهج الموازي غير المعلن الذي يقوم العديد من المدرسين في بثه والترويج له بممارسة عملية يومية داخل الفصول. - إن هناك العديد من المشكلات التي تم حلها وعلاجها بشكل عكسي.. تسبب في تفاقم المشكلات. وذلك علي غرار تطوير المناهج الذي أدي إلي تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية. - إن التعامل بمنطق التسامح والحكمة في معالجة بعض الأمور.. يفسره البعض علي اعتبار أنه اتهام بالتفريط، وهو الاتهام المتكرر مع كل تطوير للمناهج، ومع كل محاولة لتنقية المناهج التعليمية من الأفكار المتشددة أو التجاوزات غير المقبولة. - إن حالة الانضباط ما زالت مرتبطة بمرور الوزير أو الوكلاء علي المدارس.. برغم أن حالة الانضباط هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون عليها المدرسة دائماً. إن ميراث السنوات السابقة قد جعل المدرسة كمنظومة - بداية من شكل مبني المدرسة والفصول والملاعب، ومروراً بالكثافة العددية للتلاميذ داخل الفصل الواحد وتوافر الوسائل التعليمية المساعدة، وصولاً إلي تأهيل المدرسين وتطوير المناهج - هي المعوق الرئيسي للدراسة، وذلك للدرجة التي أصبحت فيها المدرسة تمثل عند بعض التلاميذ حاجزًا نفسيا لا يشجع مطلقاً علي الدراسة والتعليم. أعتقد أن مدي (فهم) وزير التربية والتعليم لمثل تلك المشكلات، و(وعيه) بالدور المنوط به تنفيذه من خلال دوره كوزير لأخطر وأهم وزارة مصرية من شأنها أن تغير مستقبل مصر في حالة انضباطها.. هو أهم ما يميز د. أحمد زكي بدر، ويبقي دعم تلك التجربة لتقييمها بعد ذلك في إطار مصلحة الوطن بالدرجة الأولي.