طلب الصانع: إسرائيل «عنصرية» .. ولا تستطيع قطع علاقاتها مع تركيا

شكك النائب العربي بالكنيست الإسرائيلي طلب الصانع رئيس الحزب الديمقراطي العربي في حيادية اللجنة التي شكلتها إسرائيل للتحقيق في جريمة الاعتداء علي أسطول الحرية متسائلاً في حوار مع «روزاليوسف» عبرالهاتف من القدس المحتلة: كيف تكون إسرائيل القاضي والجلاد في آن واحد؟
واعتبر الصانع إسرائيل دولة عنصرية تموج بالقوانين المنحازة ضد العرب عازيا شعبية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلي تزعمه حملة الكراهية ضد العرب وأكد أن الفرصة باتت مواتية لكشف الجرائم الإسرائيلية أمام الرأي العام العالمي خاصة أن الشرعية الدولية باتت أقوي من الغطاء الأمريكي لتل أبيب.
مشيراً في الوقت ذاته إلي أن المفاوضات غير المباشرة لم تشهد أي انطلاقة جديدة في مسار عملية السلام.
• بداية.. نعرف أنك تلقيت رسائل تهديد بالقتل، هل لك أن تخبرنا عنها وكيف وصلت إليك؟
- المحاولات التي تعرضت لها تأتي علي خلفية الجو المشحون بالتطرف الذي بدأ منذ انتخابات الكراهية التي فاز فيها بنيامين نتانياهو رئيس حزب الليكود ليشكل أكثر حكومة متطرفة في تاريخ إسرائيل، ونتيجة لمواقفي التي تكشف الأجواء التحريضية التي تقوم بها إسرائيل وصلني عدة رسائل من المتطرفين اليهود يهددون فيها بقتلي ومسحي من الوجود، وكانت إحدي هذه الرسائل من منظمة صهيونية في نيويورك تطلق علي نفسها اسم منظمة «بولسه دي نورا» وكان مضمونها: إن نهايتك قد قربت وبقي لك 365 يوما تعيشها فقط وإن موتك سيكون بواسطة التعذيب وسنقوم بدفنك في مصنع رمات حوفاف «الكيماوي»، أما الرسالة الثانية فكان مضمونها: «إن أولادك في خطر وجهز نفسك من أجل الصلاة علي قبورهم»، ورسالة ثالثة تقول: «أنت ميت وسنقوم بالقضاء عليك في الوقت القريب».
وأقول إن هؤلاء الأوغاد وتهديداتهم لن تخيفنا فليذهبوا للجحيم وأن هؤلاء الفاشيين قد تربوا في مستنقعات وبؤر المستوطنات، فكل تهديداتهم نابعة عن الحقد والكراهية للعرب، فهؤلاء الغوغائيون والمافيا هم مشكلة هذه الدولة العنصرية وعليها الكشف عنهم وتقديمهم للمحاكمة لأن هذا مسئوليتها، وتلقيت تلك الرسائل عبر الهاتف وبواسطة الفاكس وكذلك عن طريق البريد الإلكتروني.
• ذكرت أن إسرائيل دولة عنصرية.. لماذا؟
- بسبب القوانين التي تصدرها.
• أي قوانين؟
- قوانين كثيرة.. منها قانون منع إحياء ذكري النكبة وإقامة قري لليهود دون العرب وتوزيع الأراضي علي الجنود المسرحين فقط وقانون منع لم شمل العائلات العربية، وقانون منع الزيارات للدول العربية مثل سوريا ولبنان وقانون حظر دعم الجانب الفلسطيني ومن يفعل ذلك تبعًا لقوانين هذه الدولة فهو إرهابي.
• برأيك، ما الأسباب التي دعت الحكومة الإسرائيلية إلي الهجوم علي أسطول الحرية؟
- الضغط الدولي.. وكلما ازداد هذا الضغط ترتكب إسرائيل حماقات جديدة، وهي اعترفت إنها نادمة علي ذلك لكنها لا تعلن ذلك حتي لا تضعف موقفها، ودليل إدانتها هو أن أسطول الحرية حمل نشطاء سلام وأن عملية الهجوم تمت بعيدًا عن المياه الإقليمية مما يشكل انتهاكًا للقوانين الدولية.
• ما تعليقكم علي قرار إسرائيل بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وهل هناك احتمال أن يستبعد جيش الاحتلال من المساءلة؟
- كيف تكون قوات الاحتلال هي القاضي والجلاد، في نفس الوقت اللجنة الإسرائيلية ستكون غير حيادية وستتلاعب بالموقف وستكون نتائجها مهزلة لذا نطالب بلجنة تحقيق دولية، خاصة أن هناك الآن رأياً عاماً دولياً أقوي من إسرائيل.
• هل تري أن تركيا قادرة علي اتخاذ قرار عسكري ضد إسرائيل؟
- لا فتركيا ليس لها مصلحة في أن تدخل في مواجهة عسكرية مع إسرائيل لكنها، برأيي، تملك وسائل ضغط متعددة، مثل العلاقات العسكرية والاقتصادية.
• برأيك، إلي أين تتجه العلاقات الإسرائيلية التركية؟
- إسرائيل تدرك تماما أنها لا تستطيع قطع علاقاتها مع تركيا التي تعتبر علاقات ذات بعد استراتيجي لموقعها الجغرافي وأن إسرائيل ارتكبت خطأ فادحا عندما قامت بإهانة السفير التركي في تل أبيب مما أدي إلي ردود فعل غاضبة من جانب تركيا، صحيح أن العلاقات توترت بين الجانبين منذ اعتراف تركيا بنتائج الانتخابات التي فازت فيها حركة حماس بشكل رسمي وهو ما لم يلق ترحابا من قبل إسرائيل، وكذلك الموقف التركي من الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي قطاع غزة رغم ذلك فإن إسرائيل لا ترغب في الدخول في أي مواجهات مع تركيا، وإصدارها تعليمات لوزارة الخارجية بعدم التطرق لرئيس الوزراء التركي حرصا منها علي العلاقات مع أنقرة.
• وماذا عن الموقف الأمريكي؟
- غائب في هذه اللحظة ولكن دعني أقول إن أمريكا لن تستمر في منح إسرائيل الغطاء، فالشرعية الدولية أقوي من أمريكا التي لا يمكن التعويل عليها كمصدر قوة لإسرائيل كما كان يحدث في السابق.
• هل يعني هذا أن إسرائيل سترضخ للضغوط الدولية؟
- بالطبع، لكنها سوف تحاول إيجاد صيغة توافقية لذلك لأنها لن تضر بمصالحها ولن تدخل في مواجهة مع حلفائها في القريب العاجل.
• في هذه الظروف، هل تري أن الأزمة بين نتانياهو وحزب كاديما سوف تستمر؟
- حكومة نتانياهو تعيش أزمة داخلية وخارجية وليست قادرة قريبا علي تجاوزها ولكن نتانياهو يسيطر علي الرأي العام لاعتباره زعيم حملة الكراهية للعرب التي تلقي رواجا شديدا في إسرائيل وكذلك لزعمه بأنه يحارب الإرهاب المتمثل حسب إسرائيل في حماس وإيران.
• كيف تري المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها واشنطن؟
- المفاوضات مازال يحيطها حالة من الجمود وأن الولايات المتحدة لم تقدم أي مقترحات من أجل إحداث انطلاقة علي المسار التفاوضي ما يعني أن عملية المفاوضات لا تزال تراوح مكانها.
• بصفتك نائباً عن دائرة بئر سبع التي يوجد بها مفاعل ديمونة هل تري أن الموقف الدولي سيظل صامتا حيال البرنامج النووي لإسرائيل؟
- الموقف الدولي أصبح مختلفا الآن والدليل علي ذلك مناقشة مجلس حكماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لهذا الملف، وهذا سيتحول بعد ذلك إلي مطالبات دولية بانضمام إسرائيل إلي معاهدة حظر الأنشطة النووية.