لم ينس جمال عبدالحميد لاعب الزمالك الاسبق وكابتن منتخب مصر في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا الموقف الذي حدث لمحمود الجوهري المدير الفني للمنتخب خلال إجراء قرعة البطولة عندما توجه بصحبة سمير عدلي المدير الإداري للمنتخب وحسام حسن وتقابلوا مع بوبي روبسون المدير الفني لمنتخب إنجلترا قبل الاعلان عن القرعة والغريب كما يقول جمال عبدالحميد إن المدرب الانجليزي لم يقم بمصافحة الجوهري الامر الذي اثار غضب الاخير وطلب من سمير عدلي أن يخبر بوبي روبسون بأنه لم يصافح المدير الفني لمنتخب مصر، وبعد أن تم اجراء القرعة كانت الصدفة وحدها أدت إلي وقوع المنتخبين المصري والانجليزي في مجموعة واحدة. ويقول جمال عبدالحميد إن الجوهري عبقري في التعامل مع المواقف فالصعود لكأس العالم عام 90 لم يبدأ من مباراة الجزائر في القاهرة التي انتهت بهدف لحسام حسن وإنما من لقاء الجزائر بالجزائر عندما وجدنا هجوماً وسباً قبل المباراة بثلاثة أيام وقام الامن بمنع الجمهور إلا أن المفاجأة هي أن الجوهري طلب عدم منع الجمهور الجزائري من حضور تدريبات المنتخب حتي يعتادوا علي مواجهة الهجوم والسب الجزائري ونجحنا في التعادل بدون أهداف في المباراة ليس ذلك فقط فلم نحتفل بالتعادل هناك وإنما انتظرنا حتي صافرة الحكم في لقاء العودة باستاد القاهرة. واعترف كابتن منتخب مصر في مونديال 90: إننا كانت لدينا عقدة من اللاعب «الابيض الأوروبي» فنحن لم نحتك به أو نتعامل معه من قبل فكنا نشاهد نجوم هولندا بطلة أوروبا عام 88 أمثال رودخوليت وفان باستن وكومان وريكارد في التليفزيون وكنا معجبين بأدائهم ونفكر كيف سنواجههم وجها لوجه لذلك أصر الجوهري علي أن نلعب 18 مباراة دولية أوروبية لازالة هذه الرهبة فلعبنا مع رومانيا وتشيلي واسكتلندا وكولومبيا.. إلخ إلي أن زالت الرهبة بالفعل بعد مرور أول ربع ساعة من مباراتنا أمامهم عندما وجدنا أن النتيجة مازالت بدون أهداف ولم يدخل في مرمي أحمد شوبير ثمانية أهداف كما قال الكمبيوتر.. وفي هذه المباراة قمت باستبدال قميصي مع ريكارد فقد طلبتها منه عقب المباراة مباشرة في الملعب ولكنه قال لي انتظر داخل الاستاد لأن الاتحاد الدولي يمنع استبدال الفانلات في الملعب وآثرت ألا أذهب إلي غرفة خلع الملابس للمنتخب الهولندي علي اعتبار أن الحزن يسيطر عليهم بسبب تعادلهم معنا ولكن المفاجأة كانت عندما توجه الفريق الهولندي بأكمله إلي غرفة ملابسنا وقام بتحيتنا وأثني علي أدائنا وقام ريكارد بالتوجه لي وأعطاني فانلته وقد تعلمت من هذا الموقف أن كرة القدم رياضة وروح فعلاً ووسيلة مهمة للتقارب بين الشعوب.