قال الناقد أسامة عرابي عن رواية "الجميلة حتما توافق" للروائي والسينارست والمخرج رأفت الميهي: كتابات رأفت الميهي تقتحم تابوهات المجتمع، ويضع فيها الذات الإنسانية أمام تحدياتها، واستطاع أن ينزع القشرة الواهية التي يتدثر بها الواقع، خدمة لمصالح فئوية في حنايا الواقع البطريركي، بخريطته الطبقية بشبكة مترعة من الأحاسيس والذكريات والرغبات. وأضاف عرابي في الندوة التي نظمها المنتدي الأدبي لحزب التجمع لمناقشة الرواية: الرواية تتكون من ثلاثة فصول هي: "الاكتمال" و"التحقق" و"المنتهي"، من خلال علاقات متعددة تكشف لغز الحياة الإنسانية عبر المفارقة التي تعد البنية الأنشط في تكوين الشكل الروائي وصناعته في شكل فنتازي رومانسي، يعتمد قوة الحلم والصورة الشعرية المجنحة، ورؤية الفنان، التي تتخطي الواقعية المباشرة، كما يوجد بعد صوفي حول الحب والجمال سواء الإلهي أو البشري.. وتحدثت الدكتورة فاتن حسين فأشارت إلي البعد الأسطوري في الرواية حيث لجأ الميهي إلي استخدام تقنيات صوفية وتراثية ودرامية مضفورة بنسيج من الواقع المنشطر علي نفسه، وصهرها في بوتقة خاصة بذاته، وهذا تمرد علي بنية السرد التقليدية، ولذلك هو يتحكم في بناء الزمن كما يشاء ويهيمن علي حركة الأحداث باستمرار واستخدم لغة شاعرية مكثفة. وتحدث الناقد سيد الوكيل قائلا: أهم ما لفت نظري في الرواية هو الوعي الكامن في الذات الساردة، وتعدد أصوات الرواية، فالنص لم يعد مخلصا لأدبيته كما يري باختين، بالإضافة إلي أن هناك حضورا قويا للصورة والبعد البصري في الرواية من أجل استكشاف المكان، فالصورة حاضرة أكثر من الكلام، لأن المؤلف مخرج سينمائي في المقام الأول. وقال رأفت الميهي: كتاباتي تمثل إضافة للكتابات المشغولة بالإنسان في كل زمان ومكان لمقاومة قبح وتشوه الواقع الذي نعيشه والرواية تمجد الحلم المنبثق من الثورة لأن الثوار هم أصحاب الأحلام، وأنا أحفر في الذاكرة الجمعية التي هي بناء وإعادة إنتاج للواقع وليست كسرا للمألوف فحسب من خلال التركيز علي الفضاء والشخصية والعالم التخيلي المحيط عبر اللغة التي تحول الحدث إلي أسطورة لتفتح فضاءات التأويل وتفجر الدلالة.