في تعقيب علي مقال لي تحت عنوان «مكان غبي لقرية ذكية» - تحدث معي بشأن الموضوع الأخ العزيز الدكتور «محمود محيي الدين» وكذلك الأخ العزيز والمهندس «أحمد المغربي» ثم هاتفني الدكتور «طارق كامل»، وهو المسئول دستورياً عن هذه القرية (تحت الإنشاء) وتسمية جديدة لها «بالقرية التكنولوجية بالمعادي»، وكما أوضحت في مقالي السابق أننا مع كل الأذكياء في حكومة الدكتور "نظيف، ونحن نؤكد وندعم أي مشروعات سواء كانت تقوم بها الحكومة أو القطاع الخاص بغية إضافة أعداد جديدة للتشغيل في مصر نقصاً من أرقام سيئة السمعة في معدل البطالة من خريجي الجامعات والمدارس المتوسطة خاصة!! ولكن قرار إنشاء قرية تستوعب أربعين ألف فرصة عمل في منطقة مكدسة أساساً بالسكان وتحتل في أجندة محافظ القاهرة المكانة الأولي في الصداع اليومي من أزمات المرور دخولاً وخروجاً من المعادي، وحساسية هذه الضاحية ، من ناحية ساكنيها من أجانب و بعثات دبلوماسية ، وأيضاً مدارس وشركات وسكان، كانوا قد ابتغوا من اختيارهم «المعادي» علي سمعة قديمة أنها منطقة هادئة (كان زمان) إلا أن المشكلة المرورية، تسبب قلقاً شديداً من زوايا مختلفة بحانب الفاقد في الوقت ولكن أيضاً من الجانب الأمني في المنطقة. وهاتفني الدكتور «طارق كامل»، بعد حديث مع الدكتور محيي الدين (من باريس)!! وقد تفضل الوزير د.كامل بأن وضح بأن القرية هي مثال لما تقوم به الهند في تطوير البرمجيات وتشغيل عشرات الآلاف من الشباب والذي علل بأنهم لن يكون في مقدورهم اقتناء سيارات خاصة، حيث فرصة العمل لن يزيد قيمتها عن ألف ومائتي جنيه في الشهر وأن عملية نقلهم سوف تتم بالنقل الجماعي الذي ستوفره «قرية التكنولوجيا بالمعادي». وهذا معناه أن أربعين الف شاب سوف تحركهم سيارات ركوب جماعية حتي لو كانت سعة خمسين راكباً هذا يعني عدد ثمانمائة سيارة ركوب كبيرة سوف تدخل في وقت محدد وتخرج في وقت محدد من اليوم وحتي لا يطيل الكلام في التليفون تفضل الدكتور طارق بتحديد موعد لي بمكتبه «بالقرية التكنولوجية بالمعادي» الساعة الثالثة ظهراً يوم الثلاثاء 8 يونيو «أي اليوم»!! وتحدثت مع السيد محافظ القاهرة (د.عبد العظيم وزير) مستطلعاً رأيه وقال سيادته إنه ذهب هذا الأسبوع إلي المنطقة وطلب من مساعديه رفعها بالكامل لإيجاد حلول استباقية للمشكلة الموجودة والتي سوف تتفاقم بشكل غير معقول بعد تشغيل هذه القرية، وكان لي اقتراح بأن نحرر طريق مدخل المعادي من الأوتوستراد اتجاهاً واحداً ثم نحدد طريق الخروج من المعادي في الزهراء مخرج، علي أن ننشئ حارتي تهدئة للتكدس التجاري في المدخل، وكذلك خلق كوبري أو طريق علوي فوق الاوتوستراد يأخذ الخارج من المعادي مباشرة إلي الطريق الكبير (أوتوستراد القاهرة حلوان )، علي أن تقوم أجهزة «القرية التكنولوجية» بأن تتحمل عن المحافظة أعباء هذا التعديل المروري والذي يحتاج إلي مبلغ يتعدي خمسة ملايين جنيه تقريباً، وهو بسيط بالنسبة للأسعار التي تطرحها الإدارة علي المستثمرين في هذه القرية "وادي التكنولوجيا بالمعادي"!! ولكنها علي شكل (قرية)!! وكان حديثي الآخر مع زميلي الأستاذ الدكتور "أسامة عقيل أستاذ المرور والطرق بعين شمس ومستشار محافظ القاهرة، الذي أيد الأخير أن يكون في الاجتماع اليوم مع "د.طارق كامل لكي نضع خطوطاً عريضة وتفصيلية لهذه المشكلة التي ستحل بنهاية هذا العام علي المعادي وسكانها _ وسنينها!!.