تفترض هذه السلسلة من الأعمدة أن الدولة قد استجابت للنداءات التي تطالبها بخوض حرب.. ومن ثم أتخيل كيف ستكون أجواء البلد. بينما لم تكن هناك كتائب فدائية للإخوان من الأصل، رغم أن الجماعة أعلنت عنها لكي تشارك في المجهود الحربي، انشغلت الفضائيات المصرية بعض الوقت بالجدل الدائر حول مشاركة الأقباط فيها.. ووجد الإخوان أنهم يخسرون.. خاصة حين لاحظوا أن المراسلين الأجانب بدأوا يكررون الأسئلة حول الموضوع.. وهكذا سري تعميم بين صفوف الجماعة مؤداه: أن قيادتها سوف تقول كلامًا تكتيكيًا.. لترضية الغرب.. وليس تعديلاً للمواقف.. وخرج المرشد للرأي العام بتصريح مزدوج الأهداف. لكي يتجاوز مسألة مشاركة الأقباط في الكتائب قال: من ذكر أننا لا نريدهم معنا.. إنهم مثلنا مواطنون مصريون.. لكن المشكلة هي في الدولة التي تعيق تقديم الإخوان لجهد في الدفاع عن البلد.. وتمنعنا من تشكيل الكتائب.. إثر هذا التقطت الفضائيات الخيط.. وراحت تناقش سر صلف الدولة مع الإخوان.. وقال مذيع صارخًا في برنامجه المسائي: «أنا بصراحة مش فاهم.. ما تسيبوهم يساعدوا البلد.. دي ناس عاوزة تضحي بروحها.. وإيد لوحدها ما تصقفش». وكتب الدكتور علي الدين هلال مقالاً في الأهرام يؤكد أن الدفاع عن الوطن مهمة الجيوش النظامية وليس الميليشيات العشوائية.. وعقد مقارنات بين الأنظمة السياسية وعلاقاتها مع الجيوش النظامية والميليشيات العشوائية.. وكتب عصام العريان مقالاً في الدستور نشرته جريدة الأخبار اللبنانية، يذكّر الشعب بالجهد الذي بذلته كتائب الإخوان في تحرير فلسطين.. ومنبها إلي أن البطل أحمد عبدالعزيز كان من بين الإخوان.. حين دلف النقاش إلي هذه النقطة، كان الإخوان قد تمكنوا من «تنسية» والهاء الرأي العام عن موضوع مشاركة الأقباط في كتائب ليس لها وجود. أجرت «المصري اليوم» حوارًا مع المرشد السابق مهدي عاكف لكي يستعيد ذكرياته بشأن إعلانه أنه كان لديه عشرة آلاف مقاتل مستعدون للمشاركة في حرب لبنان.. وقال في الحوار: إن المقاتلين كانوا جاهزين بالفعل وتراصوا في ألوية وكتائب علي الحدود.. لولا أنه جاءه مندوب من الدولة يطلب وقف هذه العملية حماية للنظام ومكانة الدولة.. وأنه عرض صفقة وافق عليها عاكف.. لكن المندوب الخاص بالدولة لم يعد مرة أخري.. في حين لم يزل المتطوعون العشرة آلاف منتظرين علي الحدود رغم انتهاء حرب لبنان. واستطلعت «اليوم السابع» رأي صاحب العبارة الهارب ممدوح إسماعيل في الموقف.. وتحدث خلال الحوار عن ذكرياته في مقاومة العدوان الثلاثي.. وكيف كان يقوم بذلك ب(فلوكة) من بحيرة المنزلة.. ومن هناك بدأت علاقته بالبحر. نشرت «الشروق» تحليلاً لفهمي هويدي حول حجم القوي العسكرية في المنطقة.. وفي حين تمني بطريقة غير مباشرة النصر لمصر.. فإنه أكد أن القوات المصرية في أضعف حالاتها.. وأن تركيا تتميز بالقوة الضخمة.. وإيران لديها جيش عظيم.. وأما إسرائيل فهي تتمتع بالمساندة العسكرية الأمريكية التي تجعلها بلا منافس.. واستخلص القارئ أن مصر مقبلة علي هزيمة لا محالة. وانشغلت «الدستور» بما هو أخطر.. وخرج مصوروها إلي الشوارع.. يلتقطون مشاهد لزحام الأتوبيسات.. وارتباك المدارس.. وسوء حالة الخدمات الصحية.. وأفردت خمس صفحات لملف ضخم عنوانه: هل هذه مصر التي يمكن أن تحارب.. كيف ينتصر الجائعون يا مبارك ؟.. وكتب إبراهيم عيسي مجموعة من المقالات عن خليفة عباسي أعلن الحرب علي جيرانه.. وأن تلك كانت فرصة تاريخية لإخفاء حسابات الدولة ومشاكلها.. وأن الدولة في النهاية انهزمت.. ولهذا انهارت الخلافة العباسية ومن بعدها الخلافة الأموية.. وأن السبب الأساسي في كل تلك الماسأة يكمن في أن الشعب المصري جبان ولم يقل للخليفة العباسي قف مكانك.. وشعب بهذا الهوان لابد له أن يذهب في ستين داهية (طبق الأصل). وقررت «وزارة الإعلام» تنظيم حملة كبري لتنمية إحساس الرأي العام بالموقف الملتهب.. تحت عنوان: (يلا نحارب سوا)، وتشكلت لجنة لتقييم عروض الشركات المتقدمة لتنفيذ الحملة ضمت كلاً من الخبير أحمد طه، والإعلامي أحمد طه، والمهندس أحمد طه، والدكتور أحمد طه، والمخرج أحمد طه، برئاسة أحمد طه، لكن الوزارة عادت واستبعدت المهندس أحمد طه لورود اسمه في عدد كبير من اللجان تأصيلاً للشفافية والنزاهة.. وكان لافتًا أن العضو الأول في اللجنة الخبير أحمد طه أثبت جدارته للمهمة بأن اقترح تطوير عنوان الحملة لكي تكون أكثر (روشنة) واقترابا من الشباب.. فأصبح عنوان الحملة: (يلا نحارب سوا يا جماعة). في المساء جلس بعض الصحفيين مع عدد من رجال الأعمال في نادي العاصمة قبل أن ينتقلوا إلي نادي جاردن سيتي.. وتساءل رجال الأعمال: لماذا تحتكر الدولة تجارة السلاح.. ولماذا لا تباع المصانع للقطاع الخاص.. وكيف تكون هناك حرية رأسمالية في هذا البلد بدون مشاركة القطاع الخاص في صناعة السلاح؟.. وانعكست المناقشات في اليوم بعد التالي مباشرة في مقال لأحد كتاب «المصري اليوم» كتب مذكرًا بتاريخ طلعت حرب وعبود باشا، وأن الرأسمالية المصرية الآن ليست أقل حجمًا، ولديها القدرة علي أن تشتري مصانع السلاح، وهذا اختبار حقيقي لسياسة الحكومة في الخصخصة. ودعت حركة «ستة أبريل» إلي مظاهرة في ميدان التحرير، الساعة «اثنين» ظهرًا، حيث تجمع ثلاثون متظاهرًا، أحاط بهم 500 عسكري، و300 مصور، وراح المتظاهرون يتحرشون بقوات الأمن، بينما رفعوا شعارات ضرورة تغيير الحكم قبل أن ندخل الحرب. والبقية غدًا.
الموقع الالكتروني : www.abkamal.net البريد الالكتروني : [email protected]