يشهد العالم طفرة علمية جديدة تتمثل في ابتكار استخدام جديد للخريطة الجينية وذلك بأن تعمل الجينات كأداة لشبكة اجتماعية. وتعتمد هذه الفكرة علي تجميع المعلومات الجينية الخاصة بملايين البشر في قاعدة بيانات وإمكانية دخول أي فرد إلي هذه القاعدة ومعرفة من يشبهه في الشكل أو السلوك تماما كما هو الحال في العديد من مواقع ويب 2 مثل فيس بوك وماي سبيس. ومن أولي المحاولات في هذا الصدد ما قامت به الباحثة الهاوية في علم الجينات سوزان كريتشفيلد التي استطاعت التوصل إلي أسلافها حتي القرن السابع عشر من خلال الخرائط الجينية التي أمكن توافرها. ووجدت سوزان (68 عاما) أن دراسة جذورها قادتها إلي التوصل لأجداد لها في الدانمارك وبريطانيا وإسبانيا. وتقول: «إنه من المثير جدا أن يستغني الشخص عن الرسم التخطيطي المعهود لشجرة العائلة ويأتي بدلا منه بشجرة عائلة جينية تكون أكثر دقة بالطبع». ومن التجارب الرائدة تكوين شركة 23ANDME في ولاية كاليفورنيا التي يمكن من خلالها شراء مسح للجينات الخاصة بشخص ما وعرضها علي موقع الشركة علي شبكة الإنترنت، وبالتالي يتم إدراجها في قاعدة البيانات الضخمة بها. ومن المنتظر إطلاق مشروع الجينوم الشخصي الذي يضم 100 ألف متطوع قاموا بإرسال الخرائط الجينية الخاصة بهم إلي جانب معلومات طبية تتعلق بهم إلي موقع علي شبكة الإنترنت بحيث تكون في متناول من يرغب في الاطلاع عليها سواء لأغراض البحث العلمي أو لهواة البحث عن شبيهين لهم.