وصف الدكتور علي بركات، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة، المفكرين الراحلين جمال حمدان وعلي مبارك بمؤرخي السلطة، وقال في أول أيام مؤتمر "الشخصية المصرية في عالم متغير" الذي استمر لمدة ثلاثة أيام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: عندما حاول جمال حمدان أن ينفي مقولة أن الشعب المصري خاضع بالحديث عن علاقة الشعب بالثورة، لم يكن موفقا بالقدر الكافي، فالمقدمات التي طرحها في هذه الجزئية لم تكن تتفق مع النتائج التي توصل إليها حول ثورية الشعب المصري، فقد كانت الشخصية المصرية ضحية ما كتبه مؤرخو السلطة بمن فيهم علي مبارك قبل عصر جمال حمدان، وكان صبحي وحيدة في المسألة المصرية وطاهر عبد الحكيم في الشخصية الوطنية المصرية استثناء في تقديم صورة مختلفة للشخصية المصرية، في حين أن استقراء التاريخ المصري يوضح أنه إذا كانت مصر أول دولة موحدة في التاريخ وأول طغيان في التاريخ كما يقول حمدان، فإنها أيضا صاحبة أول ثورة اجتماعية في التاريخ". وأضاف بركات: لم يبعد جمال حمدان في كتابه «شخصية مصر» عن وصف الشعب المصري بالخضوع الذي يقترب من الذل، وانتهي إلي القول بأن الطغيان الفرعوني جاء كنتيجة حتمية للدولة المركزية، وكانت الدولة المركزية ضرورة حتمية للبيئة الفيضية، وأن مصر أول دولة موحدة في التاريخ لكنها صارت علي الأرجح أول طغيان في الأرض". وفي كلمته في اليوم الثاني للمؤتمر فرّق الدكتور أحمد كمال أبو المجد، الرئيس السابق للمركز القومي لحقوق الانسان بين العقل الفردي والعقل الجماعي، وعرض للمؤثرات المفصلية في تكوين الشخصية قائلا: "طبعا أولها التواصل مع التراث الذي نشأ عليه الإنسان، لكن هناك مؤثرًا إضافيا آخر مهمًا هو العولمة التي تتطلب أن تكون جزءا من المشهد العالمي، أما عندنا علي المستوي المحلي فهناك خلل عقلي، حتي عند النخبة المثقفة، ونعاني نوعًا من السلبية وسقوط الهمة أو ما أسميه استقالة ذاتية في كل الأمور ابتداء من السياسة وحتي الحب، فالأغنية تقول: يا ناس هاتولي حبيبي، كما أن هناك شكًا واتهامًا في كل أحد، وعجز عن العمل الجماعي وهو ما يهدر الطاقة".