أسدل الستار أمس علي قضية المقيم المصري بالسعودية محمد جنيدي «46 سنة من محافظة الجيزة» وشقيقته جمالات بعد أن صدقت هيئة محكمة التمييز علي أحكام محكمة المدينةالمنورة التي قضت بقتل المتهمين تعزيرا لثبوت استدارجهما واختطافهما واغتصاب الطفلة الأفغانية «راضية»، وكذلك التصديق علي جلد وسجن زوجاته الثلاث فاطمة أحمد عبدالحفيظ «مصرية» 10 سنوات، وكل من زوجتيه زينب هارون محمد موسي «نيجيرية» وميرفت الإمام محمد السحيلي «مصرية» بالسجن لمدة سنة واحدة و500 جلدة لعلمهما باختطاف الطفلة راضية. وتعود تفاصيل القضية التي شغلت الرأي العام في المملكة إلي ما قبل 5 سنوات، عندما استدرجت جمالات جنيدي الطفلة راضية وكان عمرها وقتها 9 سنوات من ساحة المسجد النبوي حيث كانت تجاور والدتها لبيع الأقمشة وعندما جاءتها امرأة منتقبة «جمالات» لتشتري أغراضا نسائية بمبلغ 100 ريال، وطلبت من والدة راضية إرسال ابنتها إلي منزلهم لتسلمها المبلغ وذهبت بها إلي شقيقها محمد جنيدي عاطل يتستر وراء مظهره الديني، في منزله الذي بدوره احتجز راضية مدة 4 سنوات ظل خلالها يعاشرها كزوجة وفشلت محاولات الطفلة في الهرب قبل أن تنجح شرطة المدينةالمنورة في فك طلاسم القضية. وكانت القضية قد تكشفت خيوطها بعد أن عثرت الجهات الأمنية السعودية قبل عامين علي حقيبة ملقاة بالقرب من أحد المساجد بالمدينةالمنورة تفوح منها رائحة كريهة وبتفتيشها عثر فيها علي جثتي طفلين، وتم الاشتباه بسيدتين ترافقهما طفلة آسيوية واعترفت السيدتان علي الفور بأن الطفلة تدعي راضية أفغانية الجنسية تم اختطافها من إحدي ساحات الحرم. وبعد سلسلة التحقيقات اتضح أن محمد جنيدي قام بخطف الطفلة راضية واحتجزها مع أفراد أسرته، كما أفادتا بأن الطفلين اللذين عثر علي جثتيهما داخل الحقيبة أحدهما عمره 3 أعوام والآخر سنة ونصف السنة هما ابنا محمد وتوفيا قبل ثلاث سنوات حيث أصيبا بمرض تشوهات بالقفص الصدري وأورام في المخ أفضت لوفاتهما، وقام والدهما بوضعهما بعد وفاتهما بداخل حقيبة وتركهما في سطح المنزل الذي يسكنون فيه طوال تلك الفترة حيث إنهم يقيمون بطريقة غير نظامية. كما كشفت التحقيقات أن جنيدي كان يخطط للهروب بحيث يبدأ بترحيل زوجتيه ويلحق بهما، إلا أن أفراد البحث والتحري عجلوا في مهمة القبض عليه داخل منزله ومعه ابنه 10 سنوات وابنتا شقيقته جمالات وتبلغ عمرها 10 سنوات و11 سنة.