إلي جانب حرب المطاردات والشائعات التي طالت المرشحين «الرئيسيين» لانتخابات رئاسة حزب الوفد، كان أن بدأ كل من محمود أباظة رئيس الحزب الحالي، وغريمه السيد البدوي في طرح عدد مما وصفوه بأنه برامج مستقبلية سوف يسعي كل منهما لتحقيقها حال فوزه. ولجأ أباظة إلي لغة التسويق لما أطلق عليه «إنجازات فترة الإصلاح» التي تولي فيها رئاسة الحزب وإظهار ما حققه من مكتسبات والتصدي لحزمة من الدعاوي القضائية وصلت إلي 21 قضية، و 9 جمعيات عمومية عقدت طوال 4 سنوات، هي فترة رئاسته للحزب، وقال أباظة إن هذه الفترة لعبت دوراً كبيراً في انقاذ وحماية الحزب، بجانب التعرض لموقف الحزب من مشروع صكوك الملكية الشعبية والتعديلات الدستورية، وتحديد مدة انتخاب رئيس الحزب بدورتين، فضلاً عن نفيه عمل الجمعيات الممولة داخل الحزب. وكان من أبرز ما وعد به أباظة خلال عرض برنامجه الانتخابي بالمحافظات ربط جميع مقرات الحزب بشبكة الكترونية والتعاقد مع إحدي الشركات لتوريد جميع الأجهزة للمقرات، بجانب دعوة اللجان المركزية بالعمل علي توصيل المشكلات داخل لجانهم لأعلي المستويات، وعمل دورات تدريبية للتواصل بين اللجان. ورغم انتقاد البعض لما أعلن عنه أباظة من مطالبته بتوسيع حجم الأعضاء داخل الهيئة العليا، إلا أنه برر ذلك بضرورة خلق جيل جديد من الشباب داخل الحزب قادر علي العطاء السياسي، بجانب استكمال تشكيل اللجان النوعية وتنمية معسكرات الشباب. ولم ينس أباظة وسط جولاته أن يؤكد استمرار الإصلاح وأن الظروف لم تكن وردية طوال فترة وجوده كرئيس للوفد، معترفاً ببعض القصور الذي شاب هذه الفترة نتيجة انشغاله بالذود عن الحزب إزاء هذا الكم الكبير من القضايا التي رفعها رئيس الحزب السابق د. نعمان جمعة. وفي المقابل قدم د. السيد البدوي خلال جولاته الانتخابية خطاباً دسماً مليئاً بالنقد لخصمه والوعود لمؤيديه مستثمراً سخط عدد من الوفديين علي وجود الجمعيات داخل الحزب وقرب من يديرونها من أباظة. وحاول البدوي اجتذاب مؤيدين جدد له من داخل المقر الرئيس ببولس حنا، بزيادة رواتبهم هم ومراسلو المحافظات الذين قال إنهم لا يتقاضون سوي 60 جنيهاً شهرياً، بالإضافة لوعده بإصدار صحف إقليمية أسبوعية بكل المحافظات. واستند البدوي في رؤيته الجديدة إلي تأكيد أن أي ثمار للإصلاح لم يحققها أباظة خاصة أن هذا الإصلاح تم في فترة وجود المستشار مصطفي الطويل رئيساً للحزب.. وهي الفترة التي صيغت فيها اللائحة الخاصة بالحزب، وركز البدوي علي وعده بإنشاء اتحاد للشباب الوفدي، ولجنة لسيدات الوفد، بحيث تنتخب من هيئة مكاتب المحافظات. وقطع البدوي خلال لقاءاته الانتخابية علي نفسه عهداً بإصلاح الحزب والنهوض به خلال 18 شهراً، معلناً عن مطالبته لتطبيق مبدأ المحاسبة السنوية لرئيس الحزب، الذي يقدم تقريراً سنوياً يعرض علي الجمعية العمومية. وفي حال عدم موافقتها علي هذا التقرير تطرح الثقة في رئيس الحزب وتدعو لعمومية جديدة، لانتخاب رئيس جديد خلال شهر، ومن جهة أخري وجه البدوي حديثه للمحافظات لاستمالة موقفها لترجيح كفته بدعوته لأن تعقد لجان المحافظات جمعية عمومية مستقلة تنتخب اللجان العامة دون سلطة من رئيس الحزب، وانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي من قبل الجمعية العمومية، وكذلك سحب الثقة من رئيس الحزب من خلال «العمومية» وليس أعضاء الهيئة العليا.