وسط مجموعة من الإجراءات شديدة الحساسية بدأ العديد من أمانات الحزب الوطني في المحافظات التي تتمتع بوجود قبلي مكثف وعصبيات من شأنها تعكير صفو الانتخابات، في وضع سياسات جديدة لتجاوز غضب بعض هذه القبائل التي لم يتم اختيار مرشحين من أبنائها. قررت أمانة الحزب بالبحر الأحمر في ظل اشتداد المنافسة بين المرشحين علي نفس المقعد، إذ ينتمي أبو الحسن رمضان لقبيلة «القلعة» وعلي حمدون لقبيلة «العبابدة» استبعاد كل منهما من المؤتمرات الشعبية التي يعقدها الحزب والتي بدأت أمس «السبت» وستستكمل اليوم في رأس غارب، وغدًا في سفاجا والثلاثاء المقبل في مرسي علم، وتنتهي المؤتمرات في 28 الجاري بمدن شلاتين، والقصير، والغردقة أيام الأربعاء والخميس والسبت. وذلك حرصًا علي عدم اتهام الحزب بالانحياز لأحد المرشحين دون غيره الأمر الذي قد يؤدي لحدوث مناوشات وخلافات بين القبائل. واكتفت أمانة الحزب بالبحر الأحمر بتوحيد الشعارات التي تضمنتها اللافتات الدعائية لمرشحي الحزب. وفي محافظة سوهاج قال د. نشأت العريس أمين الحزب الوطني بالمحافظة إنهم فضلوا اختيار النواب الحاليين لأنهم يمثلون أكبر العائلات بسوهاج.. ففي الدائرة الثانية التي تضم طهطا وطما والمترشح عليها العضو محمد أبو سديرة والذي ينتمي للعائلة التي يحمل لقبها، والدائرة الرابعة المنشأة وجرجا والمرشح عليها عدلي النقيب المنتمي لعائلة النقيب وإسماعيل أبو كريشة المرشح بعائلة أبو كريشة إضافة إلي النائب المتوفي حشمت أبو الخير والذي كان ينتمي لعائلة «الوحيلي». أما في المنيا فوصف د. بهاء فكري الإجراءات التي اتخذها الحزب لعدم التفرقة بين مرشحين بالمؤسسة التي تعتمد علي توحيد المؤتمرات الحزبية والدعاية الحزبية لدرجة جعلت مرشحي الحزب عن دائرة ملاوي وديرمواس، التي تتسم بأن أحد مرشحيها قيادي قبطي «عيد لبيب» وذلك في سياق التشديد علي أن تكون الحركة الدعائية للمرشحين مؤسسية وليست فردية، وهو ما أدي إلي اتخاذ إجراء مفاده تكليف الوحدات الحزبية بتوزيع الدعاية والمطبوعات الخاصة بالمرشحين وليسوا هم أنفسهم وذلك منعًا للتدخلات العائلية. وكشف اللواء علي خير الله أمين الحزب الوطني بمحافظة مطروح عن أن قيادات الحزب بالمحافظة اجتمعت مع مرشحي الشوري الثلاثة عن دائرة مطروح وهم محمد دخيل المرشح من قبيلة «السننة» علي مقعد الفئات وكل من محمد فؤاد يحيي عضو الشوري الحالي عن قبيلة «أولاد خروف» وتم منحهم توكيلات بالدعاية لأنفسهم بشروط استقطاب القبائل الأخري المنافسة وغيرها لمؤازرتهم في الدعاية الانتخابية ومؤتمراتهم. وقال أمين الوطني بمطروح إن هناك اجتماعات متتالية مع أعضاء التنظيم الحزبي والبالغ عددهم 58 ألف عضو لمساندة المرشحين دون توجيهات بانتخاب أحدهم أو مساندة مرشح دون آخر حرصًا علي الهدوء القبلي في المحافظة. وأعلنت قبيلة «الأشراف» بقنا مواجهة الحزب الوطني بعد تمكنها من ترشيح أحد أبنائها هو عبدالوهاب الرفاعي في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري وهو الوحيد علي مستوي الجمهورية الذي تمكن من تقديم أوراق ترشيحه رغم دخوله المجمع الانتخابي للحزب الوطني بعد تسريب معلومات بعدم اختياره مرشحًا للحزب في دائرة بندر قنا. وأثار ذلك تخوف قيادات الوطني بالمحافظة من ضياع المقعد الذي ترشح عليه محمود جعبور مرشح الوطني لما يمتلكه الأشراف من ثقل كمي وكيفي في هذه المحافظة. وبخلاف ذلك أكد سباق الرشيدي أمين إعلام الحزب الوطني بقنا أن باقي المقاعد الستة بالمحافظة تكاد تكون محسومة لمرشحي الوطني فلو حسبناها بالورقة والقلم سنجد أن جميع مرشحي الوطني يمثلون أكبر القبائل في المحافظة فمثلاً في الدائرة الثالثة بأبو تشت رشحنا محمد علي عبدالعزيز وهو من أكبر قبيلة في الدائرة أفراد قبيلته لهم 60 ألف صوت انتخابي كافية لإنجاحه والمرشح الآخر علي مقعد العمال في نفس الدائرة هو أحمد حسين رشوان وهو كبير القبيلة الأخري بأبو تشت ونظرًا لشعبيته لم يتقدم أحد لمنافسته في المجمع الانتخابي. وأضاف الرشيدي أن الدائرة الثانية بنجع حمادي تنقسم الدائرة بين عرب وهوارة ولذلك اخترنا عبدالرازق السنبسي من «هوارة» والذي يلقي تأييد أفراد قبيلة الهوارة وعلي المقعد الثاني سيد أبو زيد من «العرب» ويلقي تأييدهم أيضًا، مشيرًا إلي أنه رغم تمتع محمود جعبور بشعبية كبيرة في الدائرة الأولي ببندر قنا لأنه من قبيلة «أولاد عمرو» المنتشرة في أقسام الدائرة إلا أن موقف قبيلة الأشراف أوقع الحزب تحت ضغط في هذه الدائرة. أما في الدائرة الرابعة بقوص والتي تنافس مرشحي الوطني سيدتان إحداهما علي مقعد الفئات وتدعي فايزة محمد عبدالله والثانية علي مقعد «العمال» وتدعي زينب محمد أحمد جمعة علق أمين إعلام وطني قنا أن هاتين السيدتين رشحتا نفسيهما من أجل الشهرة وكسب تعاطف الآخرين لأن حسم الانتخابات في محافظة قنا محكوم بالعصبية القبلية وفي قوص مرشحا الوطني عبداللطيف شعلان صاحب الشعبية الأولي في قري شرق النيل وعبدالراضي العربي صاحب الشعبية القبلية في قري غرب النيل.