لست مع فرحة الفرحين بالعقوبات التي وقعها الاتحاد الدولي لكرة القدم علي مصر عقابا علي أحداث مباراة الجزائر في القاهرة، علي اعتبار أنها عقوبات هينة وبسيطة.. ولكن يمكن أن أنضم إلي صفوف المنزعجين لهذه العقوبات ولأنها ليست المرة الأولي التي نعاقب فيها من الفيفا.. فعقوباتنا متعددة.. وأشهرها يوم «طوبة زيمبابوي». عندما عاقبنا الفيفا بإعادة مباراتنا الفاصلة مع منتخب زيمبابوي في مدينة ليون الفرنسية عام 1993، وبسبب هذه الإعادة خسرنا فرصتنا في التأهل إلي مونديال 94 في أمريكا.. ولن أفرح إذا وقعت أي عقوبات علي الجزائر في وقت لاحق حول أحداث أم درمان، لن يحدث هذا أصلا وبعد أن استبعدت لجنة الانضباط ملف أم درمان من الأساس ولأنها لم تجد فيه ما يستدعي التحقيق ومعاقبة الجزائر ولأنها ببساطة لم تكن مسئولة عن تنظيم المباراة الفاصلة، التي خسرناها بهدف وقادت الخضر إلي المونديال وأصابتنا نحن بالحسرة الشديدة، حتي الآن. ما يهمني في هذا الأمر هو أن نعترف أننا نخطئ كثيرا في حق أنفسنا ولأننا نعاني من الانفلات والرغبة الدائمة للوقوع في الخطأ.. فالاعتداء الذي وقع علي حافلة الفريق الجزائري في حرم منطقة مطار القاهرة والمؤمنة أصلا تأمينا خاصا يؤكد أن هناك بعض المعتوهين الذين عقدوا العزم والنية علي الإضرار بالبلد والكرة المصرية وإهانة الأمن والجمهور الكبير المصري المحترم.. هؤلاء المعتوهون، هل يمكن أن يحاسبوا أنفسهم الآن بعد أن تسببوا في معاقبة الكرة المصرية أمام الفيفا وقبل ذلك اشعلوا الفتنة بين البلدين، وأعطوا الفرصة لمن هم أشد منهم عتها واجراما في الجانب الآخر أن يعيثوا فسادا، حتي كانت احداث أم درمان التي شهدت هرجا ومرجا لم نستطع أن نسجله ونثبته، كي يكون إدانة للخارجين عن الروح الرياضية من الجمهور الجزائري، والذين حصلوا علي مساعدة سودانية مؤكدة.. ولكننا في النهاية كنا المدانين الوحيدين، لأن من بيننا جاء الخطأ الأول.