مدافعًا عن حقه في الترشح لرئاسة الوفد لمرة ثانية، قال محمود أباظة رئيس حزب الوفد الحالي الذي كان قد أعلن عدم ترشحه من جديد لرئاسة حزبه، إن الوضع داخل الوفد يقتضي استمرار إدارته الحالية في مواقعها لاستكمال ما بدأته. وأوضح أباظة في حواره مع «روزاليوسف» أن الانتقادات الموجهة له بعدم تحقيق الإصلاح أو بتجاهل المؤسسة داخل الوفد هدفها الدعاية الانتخابية فقط، وأنه لن يلجأ لأسلوب التجريح أو رد الهجوم بهجوم مماثل لأنه مازال حتي الآن رئيسًا للوفد. لماذا قررت الترشح لرئاسة الوفد لفترة ثانية بعد أن أكدت أنك لن تترشح لرئاسة الوفد مرة أخري؟ عندما قلت إنني سأكتفي بفترة واحدة.. كان خلف ظهورنا معركة طاحنة لإعادة الاستقرار داخل الحزب وكان هناك توافق قوي بين الوفديين.. وكانت التقديرات تقول إننا نستطيع خلال 4 سنوات أن نكمل عملية البناء الداخلي، وتحديث الوفد وإخراجه عن نطاق التقليدية بعد أن كان تيارًا قائدًا ورئيسيا للحركة الوطنية المصرية، ثم أنقل المسئولية لجيل جديد يقود المسيرة. ومعظم الأحزاب في العالم تقودها عناصر في الأربعينيات من عمرها.. ولا يمكن تجاهل أن المشاكل الكثيرة الناتجة عن القضايا التي رُفعت علي الحزب كان لها تأثير قوي علي مجريات الأحداث. وكان من أحد أسباب ترشحي أيضًا.. هو ظهور اتجاه عام - مؤخرًا - ضد التعددية وضد الأحزاب. هل هذا تأكيد علي ما ذكرته من قبل من أنه لا توجد قيادة حالية تصلح لقيادة الوفد غيرك؟ لم أكن أقصد هذا المعني.. ولكن قلت من الصعوبة نقل المسئولية للجيل الجديد في هذا التوقيت وأعني أنه لم يظهر بالجيل الجديد قيادات تصلح لتحمل المسئولية في المرحلة الحالية. هل هذا يعني أن الصف الثاني غائب عن الحزب؟ الصف الثاني موجود وأفخر به.. وإذا تمت مقارنته بنظائره في أجيال الأحزاب الأخري ستنتهي النتيجة بتفوقه، ولكن هذا الجيل لم يظهر فيه بعد الشخصية التي تحظي بتوافق واسع بين الوفديين ولا يوجد حزب مهم تقوده قيادات من هذا الجيل. ما هو برنامجك خلال الفترة المقبلة؟ الهدف من الإصلاح كان تجديد الهياكل.. وحدث ذلك بزيادة عدد لجان المحافظات وكذلك اللجان المركزية، ثم تجديد الوسائل فلم يعد يكفي أن يكون لديك جريدة ويقتصر نشاطك علي عقد المؤتمرات، لذلك نحن بصدد إعداد موقع لشباب الوفد.. وبدأنا الاتصال بالفئات المختلفة سواء من خلال اللجنة العمالية لحل مشاكل العمال أو غيرها من القضايا الفئوية. واتصلنا بالأحزاب.. وعقدنا معهم تحالفًا، ونسعي لتجديد الخطاب. أما التحديات المتعلقة بإعادة بناء الدولة الحديثة فأعددنا بشأنها برنامجًا جديدًا للحزب وافقت عليها الجمعية العمومية في 2009 . وماذا عن تجديد الدماء والتحركات المستقبلية؟ هذا حدث بالفعل في الهيئة العليا ولجان الحزب بالمحافظات.. واستكمال هذه الخطوات ضرورية، وبعد بناء المبني علينا الالتحام بالجماهير بشكل منظم لأن هناك فرقًا جوهريا بين الحزب والحركات. فالحزب يقدم بديلاً آمنًا وصادقًا، وعليه مسئوليات.. والفرق بينهما يمكن وصفه بسائق الموتوسيكل والقطار.. فالسائق الأول إذا تعرض لحادث، وقعت تداعيات هذا الأمر عليه بشكل منفرد.. أما سائق القطار فلا يمكن أن يخرج عن القضبان أو حتي يلقي بنفسه في الترعة، لأنه يقود عددًا كبيرًا من الأفراد ولابد أن تكون خطواته محسوبة. ولكن هناك انتقادات متكررة تؤكد غياب المؤسسية داخل الحزب؟ هذا كلام مرفوض.. فخلال ال4 سنوات الماضية عقدنا 9 جمعيات عمومية بخلاف المؤتمرات العامة.. ولا أعتقد أن هذا حدث في تاريخ الوفد أو يستطيع أحد أن يقوم بهذا.. فالرجوع المستمر للقواعد ينفي أي مزاعم عن غياب المؤسسية، لأنه يخالف الواقع.. ومن يردد ذلك يريد فقط تحقيق أهداف انتخابية لا تستند إلي حقائق واقعية.. أما من ابتعد عن نشاط الحزب وجمعياته العمومية ومؤتمراته فهذا أمر يعنيهم وحدهم ولكن لا ينتقص من دور الحزب أبدًا. ولكن هناك من يردد أن الإصلاح لم يتحقق وأن وجودك علي رأس الحزب لمدة 4 سنوات كاملة لم يقدم أي خطوات تذكر؟ أنا مرشح للرئاسة، ومازلت حتي الآن رئيسا للوفد ولا يجب أن ألجأ لاسلوب التجريح أو التعنيف وانما طرح ما انجزته وما سأقوم به في المستقبل، لذا اتحفظ علي الرد علي أي هجوم وسنستكمل خلال المرحلة المقبلة عمل معهد الوفد للدراسات السياسية لتدريب الكوادر الوفدية لأن الأحزاب مدرسة سياسية لتدريب الكوادر السياسية، لأننا في عصر يُخدم فيه الوطن بالعقل وبعلاج المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.. وسيتم تخصيص ميزانية لهذا المعهد ولابد أن نعيد النظر في الصحف الاقليمية. ما سبب ضعف مخصصات المعهد المالية وكذلك مخصصات لجان المحافظات؟ لم نكن نستطيع أن ننفق كثيرًا، سواء علي المعهد أو لجان الحزب، اثناء نظر القضايا التي كانت مرفوعة علي الوفد. وكان يجب أن نقدم الحسابات البنكية في كل جلسة، شريطة أن تكون هذه الحسابات في تزايد لا نقصان.. وبدون ذلك تتوقف عمليات التوقيع علي أي شيك باسم الحزب ومن ثم يتوقف نشاط الحزب والجريدة ولا يتبقي من البيت الوفدي شيء ولهذا نفكر خلال الفترة المقبلة في تطوير المقرات بعمل شبكة تربط بينهما وتزويدهم بعدد كاف من المقرات وهذا يحتاج لموارد. ولجنة الاتصال كانت تدرس أوجه القصور لمراجعتها ورغم ذلك مازالت محل هجوم وانتقاد. في حالة فوزك برئاسة الوفد هل تفكر في إجراء تعديلات لائحية جديدة؟ افكر في زيادة أعضاء الهيئة العليا وإذا لم نفصل انتخابات الهيئة عن الرئاسة لتسببنا في اصابة الحزب بشلل سياسي. فؤاد بدراوي قال إنك حاولت استبعاده من حوارك حول مستقبل الحزب مع د. السيد البدوي.. فلماذا؟ أنا أري بدراوي كل يوم.. أما البدوي فلا أراه كثيرًا لذلك قلت له انا بتكلم مع بدراوي كل يوم ولذا دعنا نتحدث سويا! البعض يتحدث عن أن هناك اتجاهًا للمصالحة مع المصري اليوم؟ الخلاف القضائي مازال موجودًا مع الجريدة والأمر انتهي بالنسبة لصلاح دياب بعد ما اوضح موقفه في الهيئة العليا .. وأن هناك فصلاً بين التحرير ولإدارة.