للمرة الأولي منذ إعلان محمود أباظة رئيس حزب الوفد عن عدم ترشحه خلال انتخابات الوفد المقبلة علي رئاسة الحزب لمرة ثانية عقب صدور حكم محكمة استئناف القاهرة برفض دعوي د.نعمان جمعة الرئيس السابق للحزب في أغسطس 2008، يشهد مؤتمر للوفد مطالبة من أعضاء الحزب لأباظة بالترشح مرة ثانية كما حدث خلال مؤتمر المطرية، خوفًا من تشتت الحزب وتركه للصراعات. مطالب عضو الوفد المنضم حديثا عاطف الأشموني لأباظة بالبقاء والترشح كرئيس للحزب حتي لا يضيع ما حققه للحزب سدي، اعتبرها عدد من قيادات الوفد أولي الخطوات نحو إبراز مطالبات أخري مماثلة خلال لقاءات ومؤتمرات متعددة، إلا أن الأشموني حينما طالب أباظة بضرورة إعلان ترشيحه لانتخابات رئاسة الحزب، لم يكن رد أباظة حاسما، بل جاء في منطقة وسط وإن كانت أكثر ميلا ناحية الموافقة، إذ قال أباظة: «أنا في خدمة الوفد دائمًا». المقربون من أباظة كانوا علي رأس قائمة الضاغطين للدفع به رئيسا للوفد من جديد، خوفًا من اعتلاء أحد غيره لهذا الموقع، إذ من المحتمل أن يتقلص نفوذهم وتواجدهم داخل الحزب، إلا أن الرافضين بقاء أباظة سيستثمرون تراجعه في حال حدوثه فعليا عما وعد به من عدم اعتزامه الترشح لرئاسة الوفد من جديد، خاصة أن من بينهم عناصر تواجدت خلال اللقاء الذي نظمته لجنة وفد المطرية احتفالا بمقرها الجديد الذي أعلن أباظة عن أنه تبرع من الأشموني العضو الوفدي الجديد. وفي سياق متصل فإن المجموعة المناصرة لنائب رئيس الحزب فؤاد بدراوي لا زالت تكثف من تحركاتها لاختيار وانتقاء العناصر التي يمكن ضمها إلي المجموعة بهدف توسيع دائرة المؤيدين ومن المنتظر أن يتم الإفصاح عن هذه التحركات خلال فترة قريبة، لذا فإن الانتخابات الوفدية المقبلة ستكون الأكثر شراسة منذ الإطاحة بنعمان جمعة، خاصة أن المرة الأولي جاءت بأباظة رئيسا للحزب من خلال التزكية، وهو ما لن تسمح به هذه المجموعة مرة ثانية بعد فترة طويلة من الهجوم علي الأداء الإصلاحي الذي يشير إليه أباظة. وكان أباظة قد انتقد خلال اللقاء أداء الحكومة قائلاً: «الحكومة هي التي تشتغل وتعطي لنفسها الجوائز، كما أنها تؤيد من ترغب في فوزه، وبالتالي نصل إلي هذه النتيجة وأنه عندما يوجد خطأ أو خلل في شيء ما لا يوجد من يصححه، وأنهم -أي الوفد- لن يستطيعوا إصلاح كل الأمور! وأضاف أباظة: «إن الانتخابات الأخيرة التي جرت في بعض الدوائر بالقاهرة حاول بعض المرشحين شراء أصوات الناخبين، فإذا عم الفساد تنتهي أعمال التنمية والتطوير مطالبًا الناخبين بالتفكير في بدائل المرشحين وليس فيما يطرحونه من برامج فقط. وهاجم عاطف الأشموني مرشح الوفد في انتخابات الشعب المقبلة بمنطقة المطرية الاتهامات التي وجهت لحزبه بعقد الصفقات. وفي نهاية المؤتمر طالب الأشموني أبناء منطقته الذين حضروا لمجاملته أمام قيادات حزبه بالخروج مع أباظة إلي الشارع ملوحين بالأعلام الخضراء كرمز للحزب، حتي يستقل سيارته.