في خطوة وصفت بأنها بداية لتغيير خريطة صناعة الأسمدة الآزوتية في العالم بدأت كل من الجزائر وقطر ونيجيريا وأبوظبي في إنشاء مصانع جديدة للأسمدة الآزوتية بعضها بدأ الإنتاج والآخر تحت التأسيس، حيث تسببت تلك المصانع في تراجع حاد لأسعار الأسمدة الآزوتية بنحو 100 دولار في الطن ليصل إلي 250 دولارًا وذلك نتيجة لزيادة حجم المعروض من تلك الأسمدة وإزاء ذلك الوضع أربكت تلك المصانع الجديدة حسابات شركات الأسمدة الآزوتية في مصر والتي تضم «الإسكندرية للأسمدة» و«أبوقير» و«الدلتا للأسمدة» و«حلوان» و«المصرية» و«موبكو»، حيث لجأت تلك الشركات إلي تخفيض حصصها التصديرية البالغة 9 ملايين طن بنحو 30% في محاولة لتخفيف الضغط في سوق الأسمدة عالميا لمواجهة التراجع الحاد في الأسعار، وقررت شركة «الإسكندرية للأسمدة» و«حلوان للأسمدة» طرح 40 ألف طن بالسوق المحلية وذلك من الآن ولمدة شهر وذلك بسعر 1450 جنيها للطن. وقال عبدالسلام الجبلي- نائب رئيس شركة أبوزعبل للأسمدة ل«روزاليوسف»: إن أسعار الأسمدة الآزوتية مرشحة للانخفاض بشكل حاد لتصل إلي 190 دولارا بنهاية يونيو المقبل وهو الأمر الذي يمثل أزمة كبيرة للشركات المنتجة ويعرضها لخسائر فادحة، خاصة أن ذلك الأمر سيؤدي إلي زيادة المخزون لدي الشركات نتيجة لزيادة المعروض في السوق المحلية والعالمية بشكل يؤثر علي تراجع الطاقات الإنتاجية، وأوضح الجبلي أن الفلاح هو المستفيد الوحيد من تراجع الأسعار، وأضاف أن إنتاج المصانع الجديدة في الدول العربية تسبب في زيادة حجم المعروض العالمي من الأسمدة الآزوتية مما دفع أسعار الأسمدة إلي الانخفاض بمعدل 10 دولارات في الأسبوع، وفي السياق ذاته تدرس شركة أبوزعبل للأسمدة الاستحواذ علي الشركة العربية للأسمدة المملوكة الحكومة العراقية وذلك في صفقة تقدر قيمتها ب300 مليون دولار، وقال عبدالسلام الجبلي إن هناك منافسين علي الصفقة من قبل شركات هندية وتركية وأن الحكومة السورية لا تزال تدرس العرض المصري، وأضاف أن دخول الشركة إلي السوق العراقية يستهدف الاستفادة من الغاز والفوسفات المتوافر في هذا البلد، لافتا إلي أنه رغم وجود مخاطر أمنية فإن البنك الدولي قدم للشركة ضمانات لتأمين استثماراتها في العراق.