يوافق اليوم السابع عشر من شهر مايو من كل عام اليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلومات.. والهدف من الاحتفال به هو رفع الوعي بأهمية استخدام الإنترنت والوسائل التكنولوجية الأخري للاتصال حيث تقرب هذه الأدوات الجديدة بين الثقافات وتساعد في التحكم بمسارات الاقتصاد علي مستوي العالم كله.. ويرجع اختيار هذا التاريخ إلي إنشاء الاتحاد العالمي للاتصالات الذي نشأ في مثل هذا اليوم. وبالرغم من أن الاحتفال بهذا اليوم قد بدأ عام 1969 أي منذ 41 عاما، وكان مقصوراً علي الاتصالات حيث لم تكن ثورة المعلومات قد نشأت بعد، إلا أنه صار يوما واحدا للاحتفال بالاتصالات والمعلومات معا منذ 2005 .. وفي كل عام تمنح الجوائز لبعض الشخصيات العالمية التي تساهم في الهدف الذي يدعو الاتحاد إلي تبنيه.. ومن الجدير بالذكر أن عام 2008 قد شهد فوز سيدة مصر الأولي، السيدة سوزان مبارك حيث كان هدف ذلك العام هو: إتاحة فرصة استخدام التكنولوجيا لأصحاب الإعاقات. والحقيقة أننا في مصر من أكبر مستخدمي ثورة الاتصالات والمعلومات.. ويعتبر شبابنا في مراتب متقدمة علي قائمة مستخدمي شبكة الإنترنت في العالم بالرغم من التكلفة العالية مقارنة بمتوسط الدخول في مصر.. وقد بلغت نسبة مستخدمي الانترنت حوالي 21% أي ما يربو علي خمس الشعب المصري حسب آخر إحصائية صدرت في ديسمبر 2009 .. كما أن أطفالنا بوجه عام يتعاملون مع الكمبيوتر والإنترنت بمهارة تنبئ باستهلاك قادم أكبر وأكثر انتشارا. والتساؤل هو متي سنرقي من مكانة المستهلكين إلي مكانة المبتكرين؟ متي ستصبح التكنولوجيا وثورة المعلومات تعمل في بلدنا في اتجاهين متوازيين ومختلفي الاتجاه؟ بحيث يكون للخط الآتي بكل ما هو حديث وهو ما نفهمه ونتعامل معه ونستهلكه، مقابل يرسل ما يبتكره شبابنا من الجديد في هذا المجال إلي العالم.. المؤكد أن هناك جيلا جديدا في مصر يرقي إلي تحقيق هذا الأمل، ولكنه لا يجد الدعم والاهتمام الكافي الذي قد يظهر تلك المواهب ويجسدها إلي ابتكارات حقيقية تنافس في الأسواق العالمية. وإذا كان من المقرر أن يحتفل الاتحاد بيوم الاتصالات والمعلومات هذا العام في المعرض الدولي في شنغهاي بالصين والذي بدأ منذ أول مايو وهو بعنوان (مدينة أفضل.. حياة أفضل)، وإذا كان جناحنا المصري يعج بالضيوف لرؤية آثارنا الخالدة حتي قبل الافتتاح الرسمي للجناح، وإذا كنا نعلم أن هذا المعرض سيقام ويشاهده العالم كله، ألم يكن ممكنا أن ننظم بدءا من العام الماضي مسابقات تكنولوجية ومعلوماتية في مدارسنا وجامعاتنا المختلفة ونذهب بأفضل ما تنتجه تلك المسابقات من مواهب إلي معرض شنغهاي؟ متي سنحاول استغلال الفرص العالمية ونضع المواهب الجديدة بجانب الحضارة القديمة، ويروج الأجداد للأحفاد فيري العالم حضارتنا وحاضرنا.. ألم يحن الوقت للاستفادة من الاتصالات وثورة المعلومات لدفع أبنائنا من المبتكرين.. أم أننا لا نؤمن بهم بعد؟