كعادة تعديلات قانون المحاماة التي دائماً ما يصاحبها احتجاجات واسعة من المحامين قرر د.فتحي سرور رئيس مجلس الشعب إعادة التعديلات المطروحة علي القانون من النقيب الحالي حمدي خليفة إلي اللجنة التشريعية مرة أخري بعد أن وافقت عليها الأسبوع الماضي نظراً لهجوم النواب عليها وتصعيد المحامين ضدها. وطالب سرور اللجنة التشريعية بإجراء جلسات استماع لنقيب المحامين ومجلسه، مشيرا إلي أنه عندما شعر بأن هناك همهمة علي هذه التعديلات وسط المحامين طلب من رئيسة اللجنة التشريعية آمال عثمان تقديم طلب للمجلس لإعادة التعديلات. وخيم علي الأجواء من جديد الصراع القائم والدائم بين عمر حريري نائب الوطني والنائب المستقل علاء عبدالمنعم الذي هاجم هريدي بطريقة غير مباشرة عندما قال إنه لن يسمح أن يتحكم قصار القامة في نقابة المحامين وبمرور التعديلات التي تخدمهم من مجلس الشعب، مؤكداً أنه سيتقدم ببلاغ للنائب العام ضد هذه الجريمة، كما وصفها. وقال عبدالمنعم: علقت موافقة اللجنة علي مشروع التعديلات لحين حضور خطاب من مجلس النقابة بموافقة النقابة والنقابات الفرعية ولكن فوجئنا في نفس اليوم بخطاب من النقابة بالموافقة علي ما يتخذه مجلس الشعب وبالطبع هذا الكلام عبث لأن مجلس نقابة المحامين لم ينعقد منذ 6 فبراير الماضي بما يعني أن خطاب النقابة مزور. وهنا ثار عمر هريدي وخرج من القاعة غاضبا وحاول د.زكريا عزمي وأحمد أبوحجي تهدئته ليصعد بعد ذلك إلي شرفة الصحفيين لتوضيح موقفه حول تزوير الخطاب، حيث قال إن الخطاب صحيح وليس مزوراً، وقال هريدي إنه يؤيد إعادة القانون مرة أخري لإعادة البحث والدراسة.. وشهدت جنبات القاعة اجتماعات بين هريدي والنواب المحامين وأعضاء مجلس النقابة. وفي سياق متصل هدد بعض النواب المستقلين والمعارضة مثل كمال أحمد وسيد عبود بالطعن علي خطاب النقابة بالتزوير والطعن أيضاً علي عدم دستورية التعديلات التي وصفها كمال أحمد بأنها تشبه التعديلات الغريبة التي تقدم بها سعد الدين وهبة في السبعينيات علي قانون نقابة المهن التمثيلية واعتصمت تحية كاريوكا في النقابة. في المقابل أصرت جبهة «محامون من أجل استقلال النقابة» علي استمرار اعتصامها داخل النقابة أمس متمسكين بسحب المشروع كاملاً من المجلس ورفض مناقشته في جلسات استماع باللجنة التشريعية، وهتف المعتصمون ضد مجلس النقابة واتهموا أعضاءه بالخيانة رغم أن هناك بعض الأعضاء انضموا لمساندة المعتصمين مثل محمد الرماضي وبعض الأعضاء الإخوان. وعقد محمد طوسون مسئول ملف الإخوان مؤتمراً صحفياً لإعلان رفضهم للمشروع، في حين دعا المعتصمون لسحب الثقة من خليفة وأعضاء المجلس بعد انضمام النقابات الفرعية لهم، وحاول المعتصمون التصعيد بمسيرة من النقابة لمجلس الشعب إلا أن الأمن منع ذلك. ونفي حمدي خليفة تزوير محضر اجتماع المجلس وقال إن كل أعضائه لا يحضرون الاجتماع والموافقة جاءت من الحاضرين، مشيراً أنه طلب من اللجنة التشريعية عقد جلسات استماع حول بعض التعديلات التي ادخلتها اللجنة علي القانون، وقرر خليفة عقد مؤتمر صحفي ظهر اليوم في نادي المعادي مع أعضاء المجلس لتوضيح الموقف من القانون ورفض عقده في النقابة خشية من تصعيد المعتصمين ضده. وكان لافتاً أن هتف المتظاهرون في وجه محمد عبدالغفار عضو المجلس وقت دخوله النقابة ب«الخائن» وحاولوا منعه من دخول النقابة.