هناك الملايين من البشر علي مر التاريخ تركوا أوطانهم سواء باختيارهم أو مضطرين لذلك وعاشوا في أوطان أخري فتبدلت حياتهم ونسوا بلدانهم الأصلية واندمجوا في الحياة الجديدة بكل مشاغلها وتطلعاتها المختلفة عن الاماكن التي ولدوا فيها والتي ربما تواجه أوقاتا صعبة بسبب مشاكل مجتمعية مازال أهلهم وأقربائهم يعانون منها ، وهناك نوع آخر قد يكون ترك بلاده الأصلية صغيرا غير مدرك لما يحدث حوله إلا أن قلبه ظل فيها ويعيش مشاكلها وآلامها وأحلامها رغم المعاناة ولم تنسه نجاحاته الكبيرة التي حققها بعيدا عن الوطن في محاولة تقديم أي شيء لمساعدة أهله والبلد التي رأت عيناه فيها النور لأول مرة.. هذا هو حال المذيعة المقدسية الفلسطينية الأصل رولا جبريل والتي لم تنسها حياتها الحافلة ونجاحها الإعلامي في العمل بإيطاليا والعيش فيها منذ صغرها وطنها الأم، فعملت مؤخرا علي تأليف قصة أدبية رسخت معاناتها في الطفولة ومعاناة أهلها في القدس ونشرتها في أوروبا لدعم قضية بلادها وهي الرواية التي تحمل اسم ميرال. «ميرال هي قصتي.. والدي كان إماما في القدس واعتقل خمسة أعوام ووالدتي انتحرت» ، هكذا وصفت المذيعة الفلسطينية التي عملت لفترة طويلة بالتلفزيون الإيطالي رولا جبريل روايتها التي تقدمها في العاصمة الإسبانية مدريد وهو كتاب عبارة عن عدة قصص متشابكة لنساء وشباب بطلتها الرئيسية الفتاة ميرال التي تواجه حياة درامية وصراعاً وتوتراً قد لا يتطابقان مع الواقع وفقا لوصف رولا في حوارها مع صحيفة أل موندو الإسبانية. وتضيف رولا للصحيفة أن الرواية تلخص الذاكرة الجماعية لجيل كامل عاش أحداث الانتفاضة الأولي في فلسطين والكتاب تفوح منه ألوان وروائح المجتمع الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال كما يتناول الكتاب الصراعات الشخصية في المجتمع بالقدس منذ تأسيس دولة إسرائيل وحتي اتفاقية أوسلو. وأكدت رولا لصحيفة أل موندو أنها التقت العديد من الفتيات الصغار داخل مخيمات اللاجئين وكلهن يردن الحياة علي حد وصفها والوصول للمدارس بحرية وأشارت إلي أن الكتاب الذي يحمل تجربتها يؤكد أن العلم والثقافة هما الأساس لترسيخ الجسور والسلام وليست الجدران العازلة. ورولا التي ولدت في القدسالمحتلة بالرابع والعشرين من أبريل من عام 1973 هي صحفية وإعلامية فلسطينية الأصل تحمل الجنسية الإيطالية وهي البلد التي عملت ودرست بها ووالدها كان أحد حراس الحرم القدسي الشريف وكان دخولها إلي المجال الإعلامي محضا من الصدفة فقد توجهت في الأصل إلي مدينة بولونيا الإيطالية بناء علي منحة من الحكومة الإيطالية لدراسة طب العلاج الطبيعي لكنها تعرضت لحادث دفعها لترك العمل في هذا المجال فقامت بدراسة الصحافة والعلوم السياسية والتحول للعمل في المجال الإعلامي فسطع نجمها في وقت قصير وحققت نجاحات واسعة وتألق لافت من خلال عملها كمقدمة نشرة أخبار في قناة " راي أونو " ثم قناة " لا 7 " وفي العام 2005 بدأت في تقديم برنامج " بلانت نمبر 7 " علي قناة " قنال 7 " وهو برنامج يدور حول الأحداث المختلفة حول العالم . التحول الأبرز في حياة رولا جبريل كان تقديمها لبرنامج " صباح الخير إيطاليا " الذي استضافت فيه كبار المسئولين الإيطاليين في السياسة ومختلف المجالات وكان في مقدمتهم رئيس الوزراء الإيطالي الحالي سلفيو بيرلسكوني وفي العام الماضي قدمت برنامجها الشهير " باب الشمس " بإحدي القنوات المصرية ، ولرولا العديد من المؤلفات من كتب وروايات تدور كلها حول العمل الاجتماعي الفلسطيني بالإضافة لمؤلفات حول المهاجرين وأوضاعهم في إيطاليا.