ففي الحادية عشرة والنصف تقريبا من صباح الثلاثين من أبريل من العام 1980 اقتحم ستة مسلحين المبني الكائن به السفارة الإيرانية بشارع نايت بريج واختطفوا 26 شخصا بينهم تريور لاك قائدة شرطة حراسة السفارة واثنين من مراسلي قناة ال بي بي سي، والبقية من الدبلوماسيين والعاملين بالسفارة. وفي الخامس من مايو هاجمت قوات الأمن البريطانية المبني، وتمكنت في أربع عشرة دقيقة من إنقاذ 19 شخصا ، بعد أن نجحت الجهود الدبلوماسية في الإفراج عن خمسة من المختطفين علي مدي الأيام الستة لاحتلال السفارة، فيما لقي خمسة من الإرهابيين إضافة إلي أحد الرهائن مصرعهم. وكانت مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الحين تتابع الموقف لحظة بلحظة ونجحت في التعامل مع الأزمة. وأصدرت أوامرها بألا يسدل الستار عن تفاصيل الحادث، فكانت تسيطر عليها رغبة شديدة في أن تكشف للعالم أن بريطانيا تقف بالمرصاد للإرهابيين. فما حدث كان بمثابة مخاطرة كبري فمستقبل الحكومة البريطانية برئاسة تاتشر كان يعتمد علي التدريب والإدارة والشجاعة لقوات الأمن البريطانية. كما أماط الكتاب اللثام عن هوية الإرهابيين الستة الذين نفذوا الهجوم. واتضح أنهم ينتمون إلي إقليم خوزستان الإيراني علي الحدود مع العراق، وقيل إنهم عناصر بالجبهة الشعبية السياسية لخوزستان. كان قد تم تجنيدهم وتدريبهم من جانب النظام العراقي السابق للقيام بالهجوم وإطلاق سراح 91 سجينًا سياسيا والحصول علي الحكم الذاتي للإقليم، واعتراف رسمي إيراني باستقلال الإقليم حيث إنهم ذاقوا ألوانًا من العذاب علي يد قوات الحرس الثوري الإيراني. واستخدم الإرهابيون الذين كانوا علي أتم استعداد للموت، الأسلحة الأتوماتيكية والقنابل اليدوية في الهجوم. ونجح الإرهابيون الستة في دخول لندن بجوازات سفر عراقية. وإزاء إصرار إيران علي موقفها الرافض للإفراج عن المعتقلين السياسيين، شرع الإرهابيون في التفاوض، مطالبين بحافلة تقلهم إلي مطار هيثرو ومن ثم تكون في انتظارهم طائرة وعلي متنها الكثير من النساء والسفراء العرب تنقلهم إلي إحدي الدول العربية لكن السلطات البريطانية رفضت السماح لهم بمغادرة الأراضي البريطانية أحياء. ورغم أن مواجهة الإرهاب الدولي دوما ما تعد مهمة صعبة المراس ولا تأتي بالنتائج المرجوة، ولكن هناك مرتين فقط استطاعت فيهما القوات المسلحة مواجهة براثن الإرهاب. أولهما حين هاجمت القوات الإسرائيلية الخاصة مطار عنتيبي في أوغندا، إثر نجاح مجموعة من الفلسطينيين في اختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية اير فرنس كانت في طريقها من إسرائيل الي فرنسا، وإجبار الطيار علي التوجه إلي مطار عنتيبي. والثانية عندما اقتحمت القوات البريطانية السفارة الإيرانية وبثت شبكات التليفزيون الهجوم، وباتت القوات الأمنية البريطانية واحدة من أشهر القوات الخاصة في العالم بين عشية وضحاها، بسبب أدائهم البطولي في إنقاذ الرهائن. واليوم وبعد مرور ثلاثين عاما علي هذه العملية وإنقاذ رهائن السفارة الإيرانية في لندن، لايزال التكتيك والاسلوب الذي اتبعته القوات البريطانية في تنفيذ الهجوم بمثابة المصدر الاول لتعلم مهام الهجوم ومواجهة الإرهاب الدولي حتي اليوم. اسم الكتاب"Go! Go! Go!: The Definitive Inside Story of the Iranian Embassy Siege: The Dramatic Inside Story of the Iranian Embassy Siege اسم المؤلف: Rusty Firmin and Will Pearson الناشر: Weidenfeld & Nicolson عدد الصفحات:320 إنتاج: أبريل 2010 استيقظ العالم في الخامس من مايو عام 1980 علي نيران حريق السفارة الإيرانية في لندن. وتمكن رستي فيرمن وويل بيرسون مؤلفا كتاب" القصة وراء حصار السفارة الإيرانية" من رصد أسباب الهجوم ومن قام به ودور النظام العراقي السابق في هذا الهجوم.