أكد أبوالغيط في مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه، صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، رفض مصر لأي طرح يقوم علي إقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، وقال إن العرب لا يقبلون هذا الطرح، كما لا يقبله المجتمع الدولي، وبالتالي لا داعي لإضاعة الوقت، وأضاف أنه طرح لا يمكن أن نبدأ به النقاش. وحول تركز المفاضات غير المباشرة علي قضايا الأمن، وتأجيل مناقشة قضايا القدس واللاجئين، قال وزير الخارجية إن الطرح الأمريكي عندما جاء للفلسطينيين بفكرة المحادثات غير المباشرة، كان تركيز الجانب الأمريكي علي عنصر أساسي، وهو مسألة حدود الدولة، وهو مطلب مصري مستمر منذ نهاية إدارة بوش، وسميت كثيرا بنهاية الطريق التي تركز أساسا علي الحدود. وأشار إلي أنه بعد تفاعل الإدارة الأمريكية، مع إسرائيل تم الحديث عن عنصرين سيتم التركيز عليهما وهما الحدود والأمن، وعلي أساس أن حدود الدولة الفلسطينية تشمل مساحة الأرض التي احتلت في 5 يونيو 67، قبل الفلسطينيون الدخول في المفاوضات غير المباشرة. انصب النقاش مع «عريقات» بحسب تصريحات وزير الخارجية علي ما تنوي السلطة الفلسطينية التحدث فيه مع الإدارة الأمريكية، وقال: أطلعنا عريقات علي الإطار الذي يتحرك فيه الجانب الفلسطيني، وكيف ينقلون إلي الجانب الأمريكي أفكارهم، وأن ينتظروا رؤية الجانب الأمريكي لهذه الأفكار، والإطار الزمني طبقا لقرار لجنة المتابعة العربية التي منحت 4 أشهر، علي أن يحدث تقييم للموقف في 2 يوليو المقبل. وقال عريقات، إنه جاء إلي القاهرة بناء علي تعليمات من الرئيس أبومازن، لإطلاع الأشقاء في مصر علي ما حدث في الجولة الأولي من المفاوضات غير المباشرة، وأكد أن الدبلوماسية المصرية تبذل كل جهد ممكن لمساندة الجانب الفلسطيني، وأضاف عريقات: «نحن نتحدث بلسان واحد وحدودنا واحدة ولا نتحدث بلغة شعارات وإنما بلغة مصالح، ومواقفنا مشتركة فيما يتعلق بضرورة التركيز علي قضايا الحل النهائي المتعلقة بالقدس واللاجئين والحدود وقضايا الأمن، ونحن نتحدث الآن مع الجانب الأمريكي وليس مع الجانب الإسرائيلي». وأعرب عن أسفه لمواقف إسرائيل المتعلقة باستمرار الاستيطان، وقال: «للأسف بعد أن بدأت المباحثات بربع ساعة تقريبا مع جورج ميتشيل - المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط - أعلنت إسرائيل عن استئناف نشاطها الاستيطاني في القدسالشرقية، ونحن ننتظر ردًا أمريكيا علي هذه الخطوة، والحكومة الإسرائيلية أمامها أن تختار بين ملف السلام أو الاستمرار في الاستيطان، ولا يمكن أن تجمع بينهما». وأكد أنه ليس هناك حديث مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال: «نحن ليس بيننا وبين الجانب الإسرائيلي محادثات، هناك طرف ثالث وهو الإدارة الأمريكية التي نقوم بالتحدث معها، وفقا لاليات ومواعيد متفق عليها، وأيضا الجانب الأمريكي علي اتصال بالأشقاء في مصر وعدد من الدول العربية، ونحن نأمل في القريب من الإدارة الأمريكية أن توضح موقفها من الإجراءات الاستيطانية الإسرائيلية، التي إن استمرت ستقوض جهد السلام الحالي». وأشار عريقات إلي وجود فلسطينيين يعارضون المفاوضات، وقال: «أدرك أن الشعب الفلسطيني به من يعارض المفاوضات وهذا حق مشروع، كما أنه ينبغي أن يعلموا أننا لا نتحدث مع نتانياهو ولكن نتحدث مع الإدارة الأمريكية، وإذا أرادت إسرائيل السلام فعليها وقف الاستيطان وأن تفي بمتطلبات هذا السلام، ونحن من جانبنا لا نقبل سلاما بأي ثمن، كما أنه ينبغي أن يعلم الجميع أن 95% من السلوك الإسرائيلي يجري خارج غرف المفاوضات عبر وسائل الإعلام، ونحن لا نستطيع أن نقف حارسا علي شفاه نتانياهو أو غيره، فله أن يقول ما يريد ونحن غير ملزمين به». من ناحية أخري التقي أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية أمس، مايكل وليامز، مبعوث الأممالمتحدة للبنان، الذي قال عقب اللقاء الذي استغرق نحو الساعة: اللقاء كان جيدا، وأود أن أعرب عن خالص التعازي للحكومة المصرية، وللشعب المصري لفقدانهم جنديين ضمن بعثة السلام في «السلام». وأضاف أنه بحث مع الوزير أبوالغيط، الوضع في المنطقة، والدور المحوري الذي تقوم به مصر بدعم الاستقرار بها، وقال إن مصر والأممالمتحدة شريكان مهمان في المنطقة والعالم، وأشار إلي أهمية الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية للبنان، والجهود المصرية في حفظ استقرار الأوضاع في لبنان والشرق الأوسط. قال «وليامز» بحثنا التوتر الدائر بين إسرائيل ولبنان، وهناك توافق في الرؤي علي أهمية احترام القرار 1701، وجميع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة.. وأضاف: لا يعتقد في إمكانية قيام حرب ضد لبنان، ونحن نعمل بكل قوة لمنع حدوثها، ومصر تحديدا تعمل بكل قوة للحيلولة دون حدوث أو اندلاع حرب وطالب جميع الدول بتقديم الدعم اللازم للحكومة اللبنانية، ولرئيسها سعد الحريري لإنجاز برنامجه.