ترجمة : محمد بناية المسرح من أقدم أنواع الفنون التي تعود في القدم إلي اليونان القديمة. والمعروف أن المسرح بمفهومه الغربي دخل إيران في عهد رضا شاه. واقترب في عقود الأربعينيات والخمسينيات من عصوره الذهبية، مخلفا عددا كبيرا من الآثار المثيرة إلي الآن. وفي مرحلة ما بعد الثورة دخل المسرح الإيراني في مرحلة من الركود استمرت 15 عاما. ثم بدأ يستعيد نشاطه مرة أخري في النصف الأخير من السبعينيات، حيث شهدت تلك الفترة حركة صحوة في الفنون المسرحية. لكنه أُصيب مؤخرا بانتكاسة وتجددت أزمات التطور والتغيير. فقد واجه المسرح الإيراني خلال العام 2009 الكثير من المشكلات مثل انخفاض الميزانية، تدني مستوي الأجور، والعجز عن دفع أجور الفرق المسرحية، قلة الإمكانيات التنفيذية والتكنيكية، ناهيك عن بطالة خريجي الفنون المسرحية، وهي من أهم المشكلات التي واجهت المسرح العام الماضي. وفي حوار مع راديو فردا "الغد" الناطق باللغة الفارسية عدد ايرج راد المدير التنفيذي للبيت المسرحي المشكلات التي واجهت المسرح مؤخرا منها، عجز الميزانية، قلة الإمكانيات والمسارح وعدم توظيف عمال المسرح. واتفق معه في الرأي بهزاد فراهاني الممثل المسرحي المخضرم، وأضاف: "من أهم المشكلات التي تواجه المسرح الإيراني، فقر هذا النوع من الفنون، وبطالة الجزء الأكبر من الحاصلين علي شهادات الفنون المسرحية والكتاب والمخرجين. فضلا عن انخفاض الدعم الحكومي للمسرح، حيث تبلغ ميزانية المسرح بحسب ما أوضح مسئول مسرح "مملكت" السيد بارسايي 4 مليارات و500 مليون ريال، وهي لا تمثل شيئا بالمقارنة مع ميزانيات الفرق الرياضية، بينما يوجد في إيران ما يقرب من 480 فرقة مسرحية. من النقاط الأخري السوداء في تاريخ المسرح الإيراني إغلاق المسرح القديم "نصر" آخر المسارح التي كانت تهتم بتقديم الفنون التقليدية. كذلك اُغلق مسرح "بارس" أحد أقدم المسارح الإيرانية في منطقة لاله زار بدعوي أن المبني آيل للسقوط، خلال العام 2009 . واقترح بهزاد فراهاني توفير فرص العمل، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، وهو ما يصعب تحقيقه في ظل سيطرة الدولة، لهذا هو يدعو إلي إنشاء مسارح خاصة. من المشاكل الأخري التي واجهت المسرح خلال العام 2009 فشل خطة إعفاء المسارح ماليا، عدم وجود نظام علاج تأميني، تقاعد العاملين في المسرح، إلغاء المهرجانات المسرحية بسبب الاضطرابات التي أعقبت ملف الانتخابات الرئاسية.