يحمل د.عبدالله الحسيني رئيس جامعة الأزهر وخليفة الإمام الأكبر علي عاتقه العديد من الملفات الشائكة من أجل الحفاظ علي وسطية الإسلام ونبذ التطرف الفكري بمختلف أشكاله. «روزاليوسف» حاورت رئيس الجامعة وسألته عن رسائل التكفير العلمية واختراق السلفية وفكر «المحظورة» وتدريس المذاهب الشيعية وتدني مستوي التعليم الأزهري وضعف خريجيه. ألا تلاحظ انحدار مستوي التعليم الأزهري وضعف مستوي خريجيه؟ هذه ظاهرة عامة تنسحب علي جميع مستويات التعليم الأزهري والعام أدت إلي تدني مستوي الخريجين. ما دوركم في علاج هذه المشكلة؟ بدأنا إعادة النظر في المناهج العلمية المقررة علي الطلاب لتنقيتها ومن المقرر ربطها بسوق العمل حتي نفرز خريجا قادرا علي المنافسة والعمل إلي جانب اهتمامنا بتعلم اللغات الأجنبية لتلبية حاجة الدول الأجنبية إلي الدعاة القادرين علي نشر تعاليم الإسلام الوسطي. وكيف تواجه الفكر المتشدد لدي بعض الطلاب؟ قلنا سابقا إن أي محاولة اختراق فكري لجامعة الأزهر سنتصدي لها بعدة وسائل من بينها تدريس كتب التراث الخالية من التوجهات المذهبية المخالفة لثقافة الأزهر، وسنراقب المذكرات الخارجية والكتب المقررة علي الطلاب من تأليف الاساتذة لضمان سلامة محتواها وذلك بخلاف التوعية الثقافية. وهل تمثل السلفية خطرا موازيا؟ قطعا لا لأننا وضعنا منهجية لمنع أي فكر متشدد. وكيف تتعامل مع أفكار جماعة الإخوان المحظورة داخل الجامعة؟ هاك نوعان يجب أن نفرق بينهما الأول مجموعة من الطلاب مضللة ومستقطبة يمكن اقناعهم بالعودة الي الصواب بتوضيح الصورة والمفاهيم الصحيحة، أما الصنف الآخر فهم قلة تلقت أفكاراً من خارج الجامعة وربما تمولها جهات خارجية ويحكمها نوع من التشدد وسنحاول معهم ايضا بالنصح والإرشاد لأنهم أبناؤنا. لكنهم يشغلون الجامعة بصراعات سياسية؟ لن أسمح بتحويل جامعة الأزهر لساحة صراع سياسي فالجامعة مكان للعلم ولا مكان فيها للأحزاب أو النشاط السياسي أيما كان. وهل تسمح بالتظاهر داخل الحرم الجامعي؟ هو أيضا أمر مرفوض لا أقره ولا أوافق عليه وهناك قنوات شرعية للتعبير عن الآراء. تدرس بعض المذاهب الشيعية هل يعني القبول بنشر التشيع؟ اطلاقا تدريسنا للمذاهب الشيعية من باب العلم حتي لا نصاب بالانغلاق. هل توافق علي زيارة المسلمين للقدس؟ إجابة هذا السؤال متروكة لأهل الفتوي. هل تقبل بفكرة تقسيم جامعة الأزهر واستقلال فروعها؟ جامعة الأزهر لها طبيعة خاصة فهي المرجعية الاسلامية في العالم كله ويمكن التغلب علي كثرة الفروع بتقسيم العمل الإداري. لعلك تعلم أن هناك رسائل دكتوراة حملت فتاوي تكفيرية كان من بينها رسالة التكفير التي نوقشت بنهاية عام 2009 في كلية أصول الدين بالمنوفية واتهمت «روزاليوسف» السيدة والمجلة بحمل أفكار كافرة علي حد قول الباحث؟ هذا مرفوض تماما ولن يسمح بمناقشة أي رسالة يمس موضوعها بالعقيدة أو يحوي تكفيراً لجهة أو هيئة أو شخص وهذا ما نبهتنا إليه رسالة «روزاليوسف» فشكلت لجنة عليا من الاساتذة المتخصصين في مختلف الفروع تعرض عليها جميع الرسائل ولا يقر موضوع إلا بالرجوع إليها.