كسرت ميريام فارس الحصار الجوي الذي فرضه بركان أيسلندا، ولم تنتظر حتي فك الحظر عن الرحلات الجوية وعادت إلي بيروت علي متن إحدي الطائرات الخاصة ما فتح المجال أمام الأحاديث الجانبية حيث تداولت أوساط المجتمع اللبناني ما تتمتع به المطربة من نفوذ وثراء غير عادي جعلها تستقل سيارة فخمة علي الزيرو تم ارسالها كهدية ولم يكن شكل السيارة هو سبب الدهشة وإنما قيمتها المادية التي وصلت إلي مليون دولار، وعلي الرغم من تأكيد البعض أن الهدية هي مجرد شائعة إلا أن ميريام لم تنف ذلك بل قالت إنها نوع من الشئون الخاصة بها الذي تفضل أن تحتفظ به لنفسها دون أن تتطرق للشخص الذي منحها السيارة، أو أتاح لها فرصة العودة إلي بيروت علي متن طائرة خاصة وسط حفاوة بالغة واهتمام غير عادي من طاقمها، الذين عاملوها كأميرة، أولاً لأنها تمردت علي الظروف والأحوال الجوية وثانياً لأنها أجبرت الطبيعة علي الاستجابة لرغبتها فعادت ومعها شقيقتها رولا التي أصبحت مديرة أعمالها. ميريام فارس تصطدم من آن لآخر بالصحافة اللبنانية التي باتت تفتش في حياتها الخاصة لمعرفة صاحب القسمة والنصيب والحظ الذهبي الذي خطف قلب حسناء الشرق أو الفتاة الشقية، ويقال إنه ثري خليجي وضع تحت يدها كل ما تحتاج إليه من ثراء ورفاهية وقصر فخم.. وهذا هو سبب زياراتها المتكررة للخليج، فلا يمر أسبوع وآخر حتي تغادر ميريام مطار بيروت أو تعود إليه، ورغم ذلك تصر علي أنه حتي الآن لم يأت فارس الأحلام الجدير بقلبها، وأن كل ما يقال عنها ليس صحيحاً فهي لا تستعجل الزواج ولا تفكر فيه حالياً، وعندما ترتبط بشخص فيجب أن يكون جديراً بحبها، وقادراً علي أن يؤمن لها حياتها المادية لتعيش في المستوي الذي يرضيها، لأن المال لا قيمة له إذا لم يسعد صاحبه. وهي تعتبر مطربة لبنان الأولي بالنسبة لإحياء الحفلات الخاصة سواء في لبنان أو في دول الخليج أو في الدول الأجنبية. وأن هذه الحفلات هي المصدر الأساسي لحالة الثراء الذي تتمتع به بل وصلت التكهنات إلي أن ثروة ميريام في أحد البنوك الأجنبية قد تجاوزت عشرات الملايين، وأن الخلاف علي الحفلات الخاصة كان السبب الأساسي وراء انسحابها من شركة الانتاج التي يرأسها غسان شرتوني، فميريام لم تقبل أن تكون المطربة اللبنانية قمر هي منافستها داخل الأوساط الخليجية وقلبت الأمور كلها رأساً علي عقب وأعلنت تأسيس شركة إنتاج مستقلة خاصة بها علي أن تتولي شقيقتها رولا العمل كمديرة أعمالها، وبالتالي فرض نوع من السرية التامة علي كل نشاطها الفني بدءاً من الحفلات الخاصة في الخليج حتي سفرياتها المتكررة إلي لندن، إلا أن المثير للدهشة أن حجم الثراء الذي تتمتع به لا يتناسب مع ضآلة النشاط الفني علي الساحة اللبنانية، لأنها كثفت حضورها الخليجي في السنوات الأخيرة وركزت علي تصميم بعض الرقصات الخليجية بصورة عصرية خلال كليباتها بل أن أحد المخرجين قد صرح بأنها طلبت منه أن يبرز مفاتن جسمها خلال التصوير، وعندما نفت هذا الكلام تمت إذاعة هذا التسجيل الصوتي علي إحدي الفضائيات والذي يؤكد فيه المخرج أن ميريام طلبت منه ذلك ولم يرد أن يغضبها. ولكل هذه الاعتبارات اكتسبت ميريام في دول الخليج لقباً غريباً وهو «مطربة السيليكون»، في إشارة إلي اهتمامها الزائد بالغناء الذي يعتمد علي الاغراء والإثارة الجسدية سواء في كليباتها أو حفلاتها الخاصة، وهو الأمر الذي استغلته المطربة «قمر» في الهجوم عليها وقالت إن ميريام قد أطلقت ضدها كلاماً مغرضاً عندما صرحت بإصابة قمر بمرض «السيدا»، وهو مرض لا ينتج إلا عن طريق الاتصال الجنسي، وهذه محاولة الانتقام من قمر بعد الخلافات الأخيرة، ولكن ميريام نفت هذه الاتهامات وبرأت نفسها، وأكدت أن قمر لا تفهم ما تقول ولن ترد عليها لأنها تبحث عن الشهرة علي حسابها، ومن الواضح أن الاتهام بالمرض قد أصاب قمر في الصميم لأنها قالت: «إن من يتهمها بذلك هو مختل عقلياً ونفسياً»، ولكن ثورة العداء المتبادل بين المطربتين لا يمكن أن تشعله النتيجة النهائية للبقاء أو الخروج من شركة الانتاج، فقد تركت ميريام وقمر الشركة، واستمرت المعركة اشد مما كانت بما يعني أن الصراع الأنثوي لم يكن إلا علي قلب رجل واحد، فازت به إحداهما تاركة سوء الحظ للأخري، وربما عادتا معاً بخفي حنين، لتبحثا عن فرصة أخري في عالم التحولات الكبري.