تجمع الشباب القبطي من عدة قري تابعة لسمسطا ببني سويف، وتجمهروا أمام قسم الشرطة مطالبين بتسليمهم سامي أو تسليمه للكنيسة بدعوي أنه قاصر ولم يبلغ 18 سنة. وقذفوا قسم الشرطة بالحجارة ما أسفر عن إصابة عدد من الضباط والجنود.. بعد أن انتشر الخبر أن سامي (الشاب المسيحي المصري) قد أحب فتاة مسلمة مصرية.. فترك المسيحية من أجلها وأشهر إسلامه. وذلك مع ملاحظة أن هذا الشاب قد جاوز حاجز ال18 عاماً، وبالتالي فهو ليس قاصراً. تساءل أسامة سلامة في مقاله المهم والقيم يوم السبت الماضي علي صفحات مجلة "روز اليوسف": سامي أشهر إسلامه بعد سن ال 18 . فلماذا تظاهر الأقباط؟!.سوف أطرح هنا بعض الأفكار التي تتداخل وتتشابك مع ما كتبه أسامة سلامة: إن ما حدث هو متغير جديد للتحول من العنف النظري نتيجة لتفاقم بعض المشكلات وتركها بدون حلول واضحة وحاسمة، وهو العنف الذي اتسم به البعض من المسيحيين المصريين في الداخل وفي الخارج بشكل افتراضي علي شبكة الإنترنت أو من خلال ما يتم ترديده في بعض المقالات أو الندوات والمؤتمرات من أجل التعبير عن الغضب والاعتراض. والجديد أنه قد تحول إلي عنف مجتمعي حقيقي. هذه هي المرة الأولي التي يتم التظاهر فيها من أجل شاب ترك المسيحية، والمعتاد والمكرر هو التظاهر من أجل أي امرأة سواء كانت فتاة أو سيدة بسبب الحديث عن خطفها أو إرغامها علي ترك المسيحية. وبالتالي فقد انتفي ذلك السبب في توتر سمسطا. وظهر محدد جديد هو ارتباط رد الفعل العنيف بتغيير الدين. من الواضح أن المناخ الطائفي قد تحول إلي حالة الامتداد ليس فقط بين طبقات أو فئات اجتماعية محددة، بل تحول إلي امتداد جغرافي لجميع المحافظات، فضلاً عن المحافظات التي تم درجها في جدول التوترات الطائفية الدورية والمكررة. إن السير قدماً في صناعة التوترات الطائفية أصبح وسيلة سهلة لعشوائية الشارع المصري وفوضويته التي تنتهي دائماً كما كتب أسامة سلامة بالصلح العرفي الذي يتجاهل القانون، ويهدر الحقوق لمن تعرضوا للظلم. تري، هل فقد التظاهر حقاً فاعليته في مصر بعد أن تحول إلي ظاهرة يومية بسبب أو بدون سبب؟ وهل أصبح التظاهر وسيلة للحصول علي الحقوق وحل المشكلات الحقيقية أم المشكلات التافهة التي ينتج عنها المزيد من الطائفية؟! لماذا نترك موضوع تغيير الدين لكل من تسمح سنه بذلك لحكم الشارع الذي يتعامل مع هذه القضية (بحساسيتها الفائقة) لغوغائية الشارع بدون احترام الخصوصية الشخصية لكل من يريد تغيير دينه من منطلق حرية العقيدة المرتبطة بعلاقة الإنسان بربه، وليست بعلاقة حاكمة في تعاملات هذا الإنسان مع غيره ومع المجتمع؟ لماذا نترك الحرية الشخصية والخصوصية الفردية لحكم الشارع (المجتمع)؟ حقاً، إنه صدام قادم بين المصريين.. مسيحيين ومسلمين.. طالما أن القانون لا يتم تنفيذه سوي بالترويج لبنوده بدون تطبيقها فعلياً علي جميع المصريين.. خاصة علي المتجاوز منهم.