أثار خبر نشرته صفحة المزادات في يوم 5 مارس الماضي عن بيع مجموعة فنية مصرية في مزاد عالمي تستقبله مدينة دبي بالإمارات يوم الثلاثاء القادم، غيرة القارئ طارق البلقيني الذي سارع وكتب تعليقاً علي موقع الصحيفة الإلكتروني" روزا أون لاين" قال فيه تحت عنوان" أين وزارة الثقافة؟". "ومن قبل بيعت مقتنيات نادرة لام كلثوم في دبي ولم تتحرك الوزارة.. علي وزارة الثقافة ان تسارع بشراء اهم تلك المقتنيات وعرضها بالمتاحف المتخصصة من خلال ميزانية للمقتنيات". نشرنا الخبر منذ أكثر من شهر وطوال تلك المدة وأخبار المزاد تملأ السمع والبصر.. وعلي الجانب الاخر في مصر لم يقابلها الا الصمت والتجاهل. وكأننا نتحدث عن مصر أخري. ولمن يهمه الأمر فإن دار" كريستي" تتباهي بالإعلان عن مزادها القادم للأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة في فرعها بدبي، لأنها تبيع فيه مجموعة ضخمة من أعمال رواد الإبداع المصري في مجال الفن التشكيلي. وهي من المقتنيات الخاصة لمحمد سعيد فارسي، أمين مدينة جدة السعودية الأسبق، الذي درس بمصر في الخمسينيات من القرن الماضي، وجمع خلال حياته أهم مجموعة مقتنيات خاصة من الأعمال المصرية الفنية الحديثة. فهي تعرض 25 قطعة فنية ما بين لوحات وتماثيل من إبداع عبدالهادي الجزار وحامد ندا ومحمود سعيد وإنجي افلاطون ومحمود مختار لعل من ابرزها لوحة "الشادوف" التي تعدُّ من أبرز أعمال الرسام محمود سعيد وكذلك تمثال "عند لقاء الرجل" لرائد فن النحت المصري في العصر الحديث محمود مختار. الا تستحق تلك الرموز في تاريخ الفن المصري أن تتسابق وزارة الثقافة ومتاحفها وكليات الفنون وترصد لها ميزانية تليق بأسماء مبدعيها، وتسعي جاهدة لاقتنائها؟ هي ثروة تتسلل من بين أيدينا، ومن حق الأجيال الجديدة أن تتعلم عشق تراب مصر منها وتتأملها وهي معروضة بين أحضان متاحفنا. واتساءل لماذا لم يتبار نقاد الفن التشكيلي ويتبنوا الدعوة لشراء بعض تلك الأعمال بدلاً من المعارك الوهمية التي يختلقونها وتضمن لهم ملء صفحات الثقافة بالغث من القضايا.