العمل التطوعي بالنسبة لها ليس مجرد نشاط تقضي به جانباً من وقتها بل هو قناعة تتملكها وحلم بالتنمية والنهضة شكل لها هدفا في حياتها لدرجة أنها لن يغفل لها جفن إلا بتحقيقه.. نحن نتحدث في السطور القادمة عن رغدة الإبراشي خريجة الجامعة الأمريكية والأشهر في مجال العمل التطوعي في مصر خلال السنوات الماضية التي تمارس نشاطها من خلال جمعية «عشانك يا بلدي» فمن أجل بلدها تستحث من حولها لتحقيق حلم التنمية. مشوار طويل من النجاح لم يخل من التعب والألم ولكن أمام الحافز الأكبر بداخلها استطاعت أن تمد نشاطها إلي 9 محافظات وتحلم بالتوسع في جميع أنحاء الجمهورية. بداية مشوارها مع العمل التطوعي كان من الرحلة المدرسية التي قامت بها خارج القاهرة وتأثرت بمشهد أم ل7 أطفال تعيش في مكان غير آدمي وبدون سقف وضيق بشدة لدرجة أن أبناءها كانوا يتناوبون النوم فيه وهوما شكل صدمة بالنسبة لها أشعرتها بأن العمل التطوعي لابد أن يكون جزءاً من حياتها وليس مجرد نشاط تمارسه وقت الفراغ. نزلت رغدة إلي العديد من المناطق العشوائية الفقيرة والتي اعتمدت فيها علي أبسط الخامات الموجودة من حولها لدرجة أنها علمت الأطفال الرسم علي الطين والرمال إذا لم يتوفر لهم ورقة وقلم. تؤكد رغدة أنها اكتسبت الكثير من الخبرات من خلال نشاطها والذي يشعرها بنعمة الرضا وهو ما لمسته من كثير من البسطاء وشعورها بأن العمل التطوعي لم يعطلها يوما في تحقيق طموحها العلمي الدراسي بل علي العكس كان دافعا لها وهي تعمل الآن في هيئة التدريس بالجامعة الألمانية ولم تنقطع يوما عن ممارسة نشاطها. مشوارها الحقيقي بدأ بعد التحاقها بالدراسة في الجامعة الأمريكية وكانت وقتها قد مارست العمل التطوعي علي مدي أربع سنوات شعرت بأن ما يمارسه الطلاب من نشاط يعكس نقص المعرفة بأحوال البلد واحتياجاته وبالتالي يقدمون نشاطاً غير فعال لا يحل المشاكل من جذورها بقدر ما هو مسكن مؤقت فتغيير المجتمع علي حد قولها يجب أن يبدأ من القاع، لذلك تحركت من خلال مد جسور التعاون بين اتحاد طلاب الجامعات الأمريكية والألمانية والقاهرة وعين شمس ليكون حلم التنمية والخروج من دائرة الفقر توجها عاماً. لم تضع بالا لمن سخر من قدرات الشباب ومن قدراتهم علي التطوير رغم أنها كانت محاصرة دوما بكلمة «هتعملوا ايه للبلد يعني»، لكنها تري أن تغيير حياة شخص قيمة كبيرة ليس من الصعب تحقيقها. بعد تخرجها في الجامعة أسست جمعية «عشانك يا بلدي» ومن خلالها تقوم بتدريب الشباب ثم توظيفهم بعد تأهيلهم بالحصول علي المهارات التي يحتاجها سوق العمل، وحتي في حالة تشغيلهم في مشروعات صغيرة يتم متابعة نشاطهم وتوجيههم حتي لا تتعرض مشروعاتهم للفشل بسبب سوء استخدام الموارد. مؤخرا تم اختيار رغدة ضمن أفضل القيادات الشابة لعام 2010 بمنتدي الاقتصاد العالمي الشهير بدافوس في سويسرا، كما حصلت علي جائزة الملك عبدالله الثاني في الأردن لانجاز وإبداع الشباب العام الماضي. وهو ما يشجعها ويعطيها الحافز ولكنها دائما تؤكد علي أن حلم التنمية مشواره صعب وطويل ولكن يمكن اختصاره بالاخلاص في العمل.