جاء في مقالي يوم الأربعاء الماضي تحت عنوان "المنظومة الاقتصادية الناقصة" !! أن رفع الحد الأدني للأجور والمرتبات سوف يساعد علي الرواج في الأسواق ومساعدة قوي الإنفاق للمشاركة في المنظومة الاقتصادية.. حيث بالإنفاق تدور البضائع ، وتدور آلات الإنتاج لتغطية احتياجات السوق من منتجات تم استخدامها أو شراؤها من قوي الإنفاق في السوق . فحينما يأخذ العامل حقه (دون انتقاص) في أجر طيب يسمح له بأن (يتسوق) بديلاً عما هو حادث بأن الأجر يسمح للعامل اليوم أن (يتسول)!! من هنا جاءني عنوان هذا المقال فالتسوق يحتاج لفائض مع المتسوق لكي يجوب الأسواق ويشتري احتياجاته، وهذه الاحتياجات من منتجات سواء كانت صناعية أو غذائية أو حتي خدمات يتطلبها المنفق سواء بالقيام برحلة نهاية الأسبوع أو رحلة في إجازة صيفية ، أو حضور حفل موسيقي أو حتي حفل مسرح أو سينما أو حجز مكان للعشاء في مطعم أو نزهة في النيل . كل هذه المتطلبات تخضع لما هو فائض عند الموظف أو العامل حتي يستطيع أن يسعد نفسه وأسرته ولكن في ظل أجور متدنية لا يستطيع العامل إلا قضاء حاجته سواء من محل (فول وطعمية ) أو من سوق الخضراوات أو بعض قطع من الدجاج -البعض يفضل (الأرجل ) حيث الأجنحة أغلي قليلاً من (أذناب الدجاج ) وأيضاً في أسواق اللحوم (فالكوارع ) مع ارتفاع أسعارها ولكنها أرحم قليلاً من لحم الفخذة أو الكتف وهكذا . والتسوق هو عادة لدي الشعوب ، حيث نري في الأسواق سواء في مصر أو في الخارج حالة البيع والشراء في المحلات العامة وكذلك ما يحمله الرواد من المتجولين في هذه الأسواق من حقائب يحمل فيها الرواد مشترياتهم . وكذلك الزحام الذي يزداد في أيام الاجازات أو في أوقات ما بعد ساعات العمل الرسمية حيث يرتاد الناس المحلات للتسوق ! وحينما ننظر إلي السوق المصرية نجد كثيرًا من الناس في الشوارع المكتظة بالمحلات التجارية مثل شارع طلعت حرب ، وشارع قصر النيل أو شارع عباس العقاد ، أو شارع جامعة الدول العربية ولكن الطريف في الأمر أن مع كثرة الناس إلا أن أياديهم فارغة !! لا يحملون حقائب - فقط (يتفرجوا) علي الفاترينات ونجد العمال داخل المحلات واقفين علي أبوابها أيضاً يشاهدون المارة لا حركة وإن وجدت فهي طفيفة للغاية ! ولكن الشيء اللافت للنظر هو ظهور "المتسولين" بكثرة شديدة جداً نجدهم في نفس شوارع التسوق وملتصقين علي نوافذ السيارات أو ملاحقة للمارة بجانب المحلات خاصة لو كانوا من الإخوة العرب ولكن الشيء اللافت للنظر أيضاً هو كثرة رواد المقاهي والشيشة...!!! فالتسول أصبح أعم وأكثر من حالة التسوق في الشارع المصري !! والسبب في رأيي هو "تدني الأجور في مصر" .