علي مدار ستة أيام بدأت أول ابريل وحتي مساء أمس علي مسرح روابط بوسط القاهرة عرض "صحوة ربيع" للمخرجة ليلي سليمان وهي مسرحية مقتبسة من نص بنفس الاسم للكاتب الالماني «فرانك فيديكند»، ومن المقرر أن يستضيف مركز الجزويت بالاسكندرية العرض في يومي 9 و10 أبريل الجاري ثم سيسافر العرض إلي «جزويت» المنيا يومي 16 و17 من نفس الشهر، لعب بطولة العرض كل من أحمد الجندي، شيرين حجازي، سلمي سعيد، مهيرة مجدي، حسام هلالي، علي خميس، عزت اسماعيل ومحمد أبوالفتح. المسرحية الاصلية التي كتبها "فيديكند" كانت تناقش المشاكل التي يواجهها الشباب مع الكبار في المانيا ما ان يبدأوا في خوض تجاربهم الخاصة والانفتاح علي الحياة، والقيود والتابوهات التي يفرضها المجتمع كوسيلة وحيدة لكبت حريات الشباب، ليتحول في النهاية الاثر الجانبي لكل هذا الكبت إلي حالات من الانتحار والقتل والاجهاض. أما المعالجة المصرية التي قدمتها المخرجة ليلي سليمان فتناولت المشاكل التي تواجه المراهقين في مصر وحاولت التركيز علي فكرة أن المراهقين من الصعب ترويضهم وكبت ما يثور في جسدهم وعقلهم من افكار ورغبات مليئة بالتمرد والشهوة والامل في الخروج عن المألوف واثبات الذات حتي لو بطرق خاطئة. المسرحية كانت عبارة عن مشاهد منفصلة ابطالها هم مجموعة من المراهقين تجمعهم مدرسة واحدة علي اختلاف طبائعهم، "مصطفي" هو الشخصية الاكثر تأثيراً في باقي الابطال وهو الي جانب كونه طالبًا معهم فهو سائق «التوك توك» ذو الخبرة الواسعة في الامور النسائية والذي يلجأ اليه زملاؤه لمعرفة بعض المعلومات عن الجنس الآخر اوعن الجنس عموما، هناك ايضاً "لولا" الفتاة الجميلة التي تُعتبر بالنسبة لهم منحلة ومتحررة، وهناك "رشا" التي تجمعها علاقة مع "مصطفي" تتسبب في النهاية بموتها عندما تعلم والدتها انها حامل فتعطيها دواء ينهي حياتها وتقول مخرجة العمل ليلي سليمان عن اختيارها لهذه المسرحية بالذات: "المرة الاولي التي قرأت فيها المسرحية كان اثناء دراستي للمسرح في الجامعة الامريكية، وعندما قرأتها شعرت ان المشاكل التي تناقشها المسرحية متشابهة بشكل كبير مع المشاكل التي نعيشها في مصر ومن وقتها تمنيت ان اقوم بمعالجتها واخراجها، خاصة ان اسلوب كتابتها يشبه اسلوبي كثيرا من حيث تكوين المشاهد غير الكلاسيكي والحوار الفلسفي بين اشخاص المسرحية". وعن عرض المسرحية علي مسارح مستقلة فقط أضافت: "عندما اقوم بعرض مسرحية في اي مكان هناك اسلوب معين في عرضها لأنني احب التنظيم الشديد في الدخول ولا احب ان يخرج احد اثناء العرض واذا خرج لا يدخل مرة اخري والكثير من نقط التنظيم لأضمن اكبر قدر ممكن من المشاهدة الجيدة للعرض وهذا من الصعب ان اجده علي الكثير من مسارح الدولة، الي جانب ان القضية التي تناقشها المسرحية تسعي الي الوصول الي اكبر قدر ممكن من المراهقين والناس البسطاء ونحن بالفعل في مسرح روابط قمنا بدعوة العاملين في ورش الميكانيكا المجاورة للمسرح وحضروا المسرحية، ودعونا بعض طلاب المدارس وحضروا ايضاً، لأن هذا هو هدفي من عرض المسرحية الوصول لاكبر قدر ممكن من الجمهور المستهدف، الامر الذي سيكون من الصعب ان يحدث اذا كنت اعرض علي مسارح الدولة "كان من المفترض ان يسافر العرض الي بيروت ولكن حتي الآن لم يوفقوا في ذلك لأن معظم الممثلين العاملين معي طلاب واوقات العروض خارج مصر لم تتوافق مع مواعيدهم وقالت إن العرض حتي الان سيسافر فقط الي محافظتي المنيا واسكندرية فقط.