ألغي د.أحمد زكي بدر، وزير التربية والتعليم، ندب 114 شخصا من أعضاء البعثة المصرية بالسودان، رغم أن 70 من أعضائها تنتهي مدة خدمتهم خلال شهرين وفقا للقانون، و44 آخرين، ينتهي عملهم خلال عام. القرار آثار دهشة أفراد البعثة، وبحسب المصادر فقد أكد الكثيرون منهم أن قيادات الوزارة تسببت في إصدار القرار بسبب أزمة إجازة البعثة خلال شهر رمضان، حيث تنال جميع مدارس السودان بما فيها مدارس البعثة المصرية إجازة طوال الشهر، وهو نظام معمول به منذ 2004 حتي 2008 بسبب مجيء الشهر مع حلول موسم السيول. حصلت «روزاليوسف» علي مستندات تفيد بخصم تلك الإجازة من الإجازات السنوية المقدرة ب60 يوما، ويتحمل الراغبون في قضاء الشهر في مصر مصاريف الطيران، علي أن تتم إعادة توزيع المناهج علي مدار العام بحسب طلب وزارة التعليم بالسودان. بدأت الأزمة عندما قامت وكيلة الوزارة للخدمات المركزية، بعرض موضوع الإجازة علي الوزير السابق د.يسري الجمل، مؤكدة أنه يتم اعتبارها إجازة نصف العام، ورغم ذلك يطالب أفراد البعثة بنيل إجازة نصف العام التي كانت تأتي في تلك الفترة عقب شهر رمضان، مما أدي إلي إصدار قرار بمنع نزول أفراد البعثة لمصر، رغم إغلاق جميع المدارس بالسودان. بالمخالفة للقرار قام أفراد البعثة بحجز تذاكر الطيران والعودة إلي مصر، وهو ما اعتبره «الجمل» مخالفة صريحة لتعليماته، فقام بإلغاء إعارة رئيس البعثة وإحالته للشئون القانونية للتحقيق، وظلت الأوضاع غير مستقرة حتي أصدر الوزير الحالي د.أحمد زكي بدر، قراره سالف الذكر. تجدر الإشارة إلي أن د.حسن الترابي، رئيس مجلس الأمة السوداني السابق، كان قد قام بطرد البعثة المصرية عام 1993، وأعادها الرئيس عمر البشير عام 2004، وقررت الحكومة المصرية العام الماضي إنشاء مدرسة جديدة في جنوب السودان تتولي بناءها هيئة الأبنية التعليمية.. وتمتلك مصر 9 مدارس في 5 ولايات، أهمها الخرطوم وعطرة وحلفا، أغلبها مدارس فنية.