وصفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية محمد البرادعي بأنه لا يعدو أن يكون رمزا أكثر من كونه رجل دولة.. وقالت إن عليه أن يتوقف عن مغازلة الحركات الإسلامية الراديكالية.. لأن هذا يشكك في مدي التزامه بالإصلاح الليبرالي.. وقالت المجلة علي موقعها الانترنيتي أمس: يواجه البرادعي مشكلة كبري هي عدم تأهله انتخابيا وفق القانون.. كما أن ابتعاده عن مصر وعن السياسة المصرية منذ السبعينيات يجعل البعض ينظر إليه علي أنه يحاول الاستفادة، لكن حتي إذا ما استطاع البرادعي التغلب علي العوائق التي تواجهه فإنه سيظل رمزا وليس رجل دولة. وتضيف المجلة: إن هذا ما يفسر محاولات البرادعي الخطرة، مغازلة الحركة الإسلامية الرئيسية في مصر جماعة الإخوان المسلمين، فقد التقي البرادعي في القاهرة بعدد من رؤساء الفصائل السياسية لتشكيل «تحالف وطني من أجل التغيير»، وهو التحالف الذي يضم كل أحزاب المعارضة من جميع ألوان الطيف السياسي في مصر، خاصة جماعة الإخوان، ذات الأفكار الإسلامية الراديكالية. وفي معرض تحليلها اردفت فورين بوليسي: احتلت جماعة الإخوان المسلمين خمس عدد المقاعد البرلمانية بالانتخاب، إلا أن المشاركة السياسية لا تعني الاعتدال بالضرورة، فجماعة الإخوان المسلمين تتبع نهجا ورؤية تسعي إلي تهميش دور المرأة وغير المسلمين، كما أنها عملت علي تقوية وضع المتشددين فيها عن طريق الانتخابات الداخلية، حتي أنه في الآونة الأخيرة اتهمت الجماعة بقيامها بحملة «تطهير» ضد الإصلاحيين فيها، وإذا انضمت جماعة الإخوان لأي تحالف سياسي ليبرالي فإن ذلك بالطبع سيكون لأسباب سياسية. ويبدو أن تضافر الإخوان مع البرادعي هو أمر يتم بدافع الضرورة، فالإخوان تسعي جاهدة لضمان البقاء السياسي والأيديولوجي، وهكذا فإن البرادعي الذي يعد اللاعب الأحدث إذا ما اندمج مع الإخوان فإنه سيلعب دور المنقذ.. لكن المنقذ للمعارضة الإسلامية في مصر.