علي مدار يومين متتاليين أقيمت فاعليات الدورة العاشرة من مهرجان السينما المستقلة في الفترة من 28 إلي 29 مارس في ساحة معهد جوتة الألماني. المهرجان الذي ترأسه المخرج خالد الحجر وعضوية كل من المونتيرة مني ربيع والممثل أحمد كمال عرض فيه ما يقرب من 21 فيلماً روائياً قصيراً من أحدث إنتاجات السينما المستقلة في الفترة الأخيرة من بينها «عاطف» و«قرار إزالة» و«يوم حلو» و«الباب الموارب» وعرض علي هامش المهرجان أفلام «ربيع 89 ومسدس ماية وحدث في مهرجان برلين وساعتين في يوم عادي ولعبة والراديو وأوقات» وقد تم اختيار تلك الأفلام علي هامش المهرجان لأنها إنتاج معهد السينما والمركز القومي للسينما ولا يصح تصنيفها تحت بند الأفلام المستقلة. منحت لجنة تحكيم المهرجان الجائزة الأولي لفيلم «الباب الموارب» إخراج هشام عمارة وبطولة عماد إسماعيل وسامح عزت وهو إنتاج المخرج هشام عمارة ومقتبس عن قصة بنفس الاسم للكاتب يحيي حقي وتدور أحداثه حول طبيب يعود من ألمانيا ليعيش في شقته القديمة وفي البداية يشعر بالضيق من محاولة تعرف جاره عليه ولكن بعد ذلك يصبح صديقاً مقرباً لهذا الجار وزوجته حتي تموت الزوجة الشابة فيشعر الطبيب أن تلك هي نهاية جاره ولكنه يفاجئه عندما يتزوج مرة أخري ويكون سعيداً جداً مثلما كان سعيداً مع زوجته الأولي الفيلم مدته 16 دقيقة وعلي الرغم من وقته القصير إلا أن المخرج من خلال كتابته للسيناريو استطاع أن يجعل هناك نوعاً من الحميمية بين المشاهد وأبطال الفيلم من الدقيقة الأولي. والجائزة الثانية ذهبت لفيلم «ملك هانم» إخراج محمد فتح الله بطولة سمر عبدالوهاب وسامية أسعد حاول الفيلم أن يظهر معاناة المرأة المصرية من خلال طبيبة والعاملة التي تنظف لها المنزل ليصل لنقطة أن المرأة في مصر مقهورة مهما كان تعليمها أو عملها وتتعرض للضرب من زوجها الفيلم كان نتاج ورشة أفلام العنف ضد المرأة بمركز النديم للتأهيل النفسي. والجائزة الثالثة ذهبت إلي فيلم «الشاطر عمرو» إخراج أحمد الغنيمي والذي يناقش فكرة السلطة أو السيطرة بكل صورها عن طريق طفل اسمه عمرو يحاول الهروب من شخص يسيطر عليه وكان الشخص في الفيلم مجرد صوت وشهادتين التقدير تم تقديمهما إلي فيلمين «تراهن» إخراج مارك لطفي وبطولة لطفي لبيب ويوسف داود وفيلم «زياد سعيد فوزي» إخراج عصام إسماعيل. افتتح المهرجان بالفيلم القصير أنت عمري بطولة عبلة كامل وأحمد كمال وإخراج خالد الحجر الذي كان يرأس لجنة المهرجان المكونة من الممثل أحمد كمال والمونتيرة مني ربيع جاء اختيار هذا الفيلم لافتتاح المهرجان كما أكد خالد الحجر أن هذا الفيلم تم إنتاجه عام 1989 قبل ظهور مصطلح السينما المستقلة بكثير وأيضا تكريم مهندس الديكور الراحل حامد حمدان باعتبار أن الفيلم هو أول أعماله علي الإطلاق. وعلي الرغم من أن النسبة الأكبر من الأفلام المعروضة كانت ليست علي مستوي عال من الجودة فإن «أحمد كمال» أحد أعضاء لجنة التحكيم يري أن هذا المهرجان ناجح بكل المقاييس وأن هناك الكثير من التجارب الجيدة والمبشرة. أشاد الكثير من الحضور بالتنسيق الجيد للمهرجان ولم تكن هناك أي شكوي سوي من عرض الأفلام في مكان مفتوح ولكن عللت إدارة المهرجان بأن هذا كان أفضل الحلول للحضور الكبير الذي شهده المهرجان ويقول المخرج أحمد رشوان المنسق العام للمهرجان: «لقد بذلنا كل ما نستطيع من جهد حتي نلتزم بجدول عروض الأفلام وإدارة الندوات وتوزيع كتيبات واضحة تتحدث عن كل الأفلام المشاركة وقد كانت الصعوبة الحقيقية في تنسيق المهرجان هي اختيار الأفلام المشاركة لأنه كان علينا أن نختار 21 فيلماً من بين حوالي 90 فيلماً تم تقديمها للمهرجان».