ذكرت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر أمس أن الإدارة الامريكية طالبت الحكومة الاسرائيلية بتجميد الاستيطان في القدسالمحتلة لمدة 4 شهور لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي أن الطلب الامريكي بتجميد الاستيطان في القدسالمحتلة لمدة 4 شهور هو أحد المطالب الامريكية مقابل تعهدها بالضغط علي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالدخول في مفاوضات مباشرة، مشيرا إلي أن الولاياتالمتحدة حددت فترة التجميد بأربعة أشهر بناء علي قرار لجنة المتابعة العربية التي حددت فترة أربعة أشهر لاجراء المفاوضات غير المباشرة. وأوضحت الصحيفة أن الوزراء في المجلس الوزاري المصغر «السباعي» يرفضون الاعلان عن تجميد الاستيطان في القدسالشرقية ويعتبرون ذلك من الاستحالة إلا أن أحد الاحتمالات هو امكانية التوصل لتفاهمات غير معلنة مع الولاياتالمتحدة حول الاستيطان وحسب الصيغة التي تتبلور في المجلس الوزاري فإن إسرائيل ستوضح لواشنطن بأنها لاتعتزم البناء في القدسالمحتلة خلال 4 شهور واعتبار ذلك اعلانا بتجميد الاستيطان في القدسالمحتلة وقالت الصحيفة إن الوزراء ليبرمان ويعلون وبيغين تبنوا خطاً صارما برفض المطالب الامريكية فيما يسعي الوزيران براك وميريدور الي ما أسمته «حل خلاق» علي غرار الرد الاسرائيلي المعهود «نعم، ولكن» حسب تعبيرها. في غضون ذلك ذكر موقع «قضايا مركزية» الاسرائيلي أن إيهود باراك وزير الدفاع يحرض بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء علي خوض مغامرة عسكرية للخروج من مأزق اسرائيل الحالي علي جميع المستويات. من ناحية أخري قام عشرات من المستوطنين الاسرائيليين أمس بالسيطرة علي مساكن في حي بقرية بير زيت شمال رام الله بدعوي إنه «مهجور». وأعلن المستوطنون اعتزامهم الاستيطان في الحي وأقاموا شعائر دينية في المكان ورفعوا العلم الاسرائيلي علي المساكن «المهجورة» مؤكدين أنهم سيقومون بفاعليات مشابهة بالضفة الغربية الايام المقبلة. وعلي صعيد آخر احتشد آلاف الاشخاص بعد ظهر أمس في منطقة سخنين بالجليل لذكري مرور 34 عاماً علي يوم الارض، حاملين الاعلام الفلسطينية واعلاما سوداء وهتفوا ضد وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك قائلين: «كم ولدا قتلته حتي يومنا هذا ياباراك»، ومن بين هؤلاء من رفع صور زعيم حزب الله «حسن نصرالله» وأحد قادة الحركة الذي اغتيل «عماد مغنية» ودعت مساجد سخنين السكان للخروج والمشاركة في المسيرة، كما دقت أجراس الكنائس حدادا علي مقتل ستة متظاهرين ضد مصادرة الاراضي في 30 مارس من عام 1976 . من جانبها ذكرت هاآرتس في افتتاحيتها أمس أنه بينما تسعي الإدارة الأمريكية إلي تخفيف حدة التوتر مع حكومة نتانياهو وحديثها عن وجود نية لعدم فرض تسويات دائمة علي الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني خلال عامين فإن الأمر الوحيد الذي سيمنع فرض تسوية عن طريق الأمر الواقع هو تقديم خطة سلام إسرائيلية علي أساس الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها في عهد الحكومات السابقة وتكون علي أساس مبادئ واضحة للجميع حيث تشكل عملية فرض التسويات علي أحد الأطراف خطورة كبري في إحباط جميع الجهود السابقة باعتبارها خطوة فردية إلا أنها تكون أحيانًا أفضل من لا شيء ويجب علي الذين يخشون الحلول والمقترحات الفردية تقديم خطة سلام إسرائيلية.