ثارت الشائعات مؤخرا بعد اعتقال أدم جادان في كراتشي بباكستان وسرعان ما تناقلت وسائل الاعلام العالمية الخبر، وبعد ان هدأت العاصفة تبين أنها شائعات خاطئة والشخص الذي ألقي القبض عليه ليس آدم جادان، الأمريكي المولد، والذي يوصف بأنه أحد المتحدثين باسم تنظيم القاعدة. والدليل علي عدم صحة هذه الانباء هو أنه في السابع من مارس الحالي وهو يوم اعلان النبأ، خرج علينا موقع "السحاب"، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة ليبث رسالة لجادان . وحملت رسالة جادان التي كان عنوانها "دعوة لحمل السلاح" وفحواها دعوة المجاهدين لتوجيه ضربات للأهداف القريبة منهم مؤكدا ان الجهاد هو فرض عين علي كل مسلم بالغ وقادر. وأشار جادان إلي مستمعيه أن أمر اختيار المكان والزمان وكيفية تنفيذ هذا الواجب الديني مع تذكيرهم بالمجاهد نضال حسن. وحث المسلمين في رسالته علي عدم تأجيل مهام اليوم إلي الغد. وطوال الرسالة استمر جادان في الثناء علي نضال حسن الذي قام بإطلاق النار داخل قاعدة "فورت هود" وهو ما أسفر عن مقتل 13 شخصاً مشيرا إلي أن حسن هو مثال يحتذي به فهو اتسم بحسن التخطيط والتعلم من أخطاء الآخرين وعدم تكرارها فضلا عن الاحتفاظ بسرية العملية وعدم طرحها للمناقشة من خلال الهاتف أو عبر الانترنت واعتبر جادان أن حسن فتح الباب أمام المسلمين الذين يجدون أنفسهم وسط الكافرين والملحدين أن يقوموا بواجبهم تجاه الله . وأوضح جادان في رسالته ان خيارات الأسلحة أمام الجهاديين باتت متنوعة ولم تعد محصورة في استخدام القنابل والرصاص مستشهدا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي أثبتت أن استخدام التخطيط تحول إلي عملية دموية ومؤثرة تحرم العدو من النوم لسنوات. وأكد جادان علي أهمية اختيار الهدف بعناية لتنفيذ المهمة مثنيا علي اختيار نضال حسن لقاعدة "فورت هود" وملمحا إلي أن القواعد العسكرية ليست الهدف الوحيد أمام المسلمين في أوروبا والدول الغربية، فهناك أيضا المؤسسات والمنشآت الإستراتيجية والتي يمكن أن يسبب ضربها ضررا كبيرا وخسائر لا تحصي. ونوه جادان لضرورة استهداف الاقتصاد الغربي وتوجيه ضربات لرموز الرأسمالية لزعزعة ثقة المستهلكين بالإضافة إلي استهداف وسائل النقل والمواصلات في الغرب والتي تسببت في احداث اضطرابات في البلاد بلغت تكلفتها مليارات الدولارات وهو ما يعني أن الطائرات والقطارات لا تزال معرضة للخطر فضلا عن استهداف قادة اليهود في الحكومة ومجال الصناعة والإعلام. ويذكر أن ناصر الواهايشي امير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو صاحب مقال نشر في مجلة صدي الملاحم الصادرة عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في أكتوبر عام 2009 حث فيها الجهاديين علي شن هجمات بسيطة غير معقدة باستخدام الأسلحة المتوفرة ومنذ ذلك الحين تم الربط بين الواهايشي وبين سلسلة الهجمات في قاعدة فورت هود ومحاولة تفجير الطائرة الأمريكية في ديترويت عشية عيد الميلاد والهجوم علي مركز تجنيد تابع للجيش في مدينة ليتل روك. وقد يكشف هذه الفيديو النقاب عن بعض التغيير في تنظيم القاعدة فبعد أن كان يهدد بن لادن وأيمن الظواهري بشن هجمات علي الغرب أشد وطأة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر باتت الآن القاعدة تطلب من المسلمين القيام بهجمات ارهابية تعرف باسم "الذئب الفردي" مع الاقتداء بنضال حسن ومير أيمل كنسي (باكستاني الأصل قام بإطلاق النار علي اثنين من العاملين في السي أي ايه). ويعكس الفيديو الذي بثه جادان استمرار اتجاه اللامركزية الذي بات واضحا من خلال الهجمات الإرهابية الأخيرة والتي كان أبطالها في الغالب مواطنين امريكين مثل كولين لاروز "جهاد جين" وجيمي بولين راميريز وكذلك المواطن الأمريكي من أصل إفريقي شريف موبلي وخاصة أن لاروز وراميريز هما شقراوات ولا تنطبق عليهم الصورة النمطية للجهاديين الذين يقوموا بتنفيذ العمليات الإرهابية. وتعني أيضا اللامركزية ضعف القدرات مثل عدم استقبال المجاهدين لتلقي التدريب في اليمن وأفغانستان وهو ما قد يجعل المجندين ليسوا علي وعي كامل بمذهب الجهاديين فضلا عن عدم تلقيهم التدريب البدني فالهجمات الفردية تفتقر إلي القدرات التي تقوم عليها الهجمات الإرهابية المعقدة كما أن الذئاب الفردية يعوزهم الخبرة والحنكة وهو ما يجعلهم أسهل في الوقع بهم وإحباط هجماتهم وإلقاء القبض عليهم علي عكس غيرهم من المجندين الجهاديين المدربين. ويرجع السبب الرئيسي لقيام جادان بالقاء هذه الرسالة دون غيره من قادة القاعدة مثل أيمن الظواهري أو أبو يحي الليبي الي أن جادان الأمريكي الأصل تستخدمه القاعدة لتوجيه الرسائل إلي الغرب ومن يتحدثون اللغة الانجليزية لذا فإن جمهور المستمعين الذي كان يستهدفهم جادان في رسالته هم الغرب وهو ما أوضحه بالقول ان رسالته موجهة إلي الجهاديين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وإسرائيل، كما ان رسالة الفيديو لها تأثير أقوي من مجرد كتابة مقال وهو ما يجعل جادان أكثر تأثيرا ويرقيه الي صوت مسموع للجهادين في الغرب عن الواهايشي. وتعد رسالة جادان بمثابة دق ناقوس الخطر فهو يدعو لاستهداف وسائل المواصلات العامة والبارزين من اليهود والمسيحيين في الصناعة والحكومة لذا يجب توخي الحذر وعلي الحكومات أن تقوم بحماية أفرادها ومؤسساتها. «نقلا عن موقع ستراتفور»