تلتزم الكنائس القبطية والكاثوليكية في مصر بالصوم المقدس في زمن الفصح حسب تعاليمها ونظامها سواء بالصوم الانقطاعي أو بالزيت أو بالمسلوق لخلق مناخ روحي مقرون بالصلاة والصدقة، وحيث يكون الإفطار بعد الانتهاء من قداس القيامة. ويسعدني أن لاحظت صغارًا وكبارًا يعيشون هذه الأيام المباركة. بل يحملون أغصان الزيتون وقلوب السعف التي تتعانق وتتألق في أحد الشعانين أحد السعف والذي يوافق اليوم والتي تُبارك بالمياه المقدسة في الكنائس، ويصنعون منها أشكالاً متنوعة علي هيئة صليب وقلب وخواتم يلبسها الصغار في أصابعهم فرحين ومبتهجين. والشيء الذي أبهرني أكثر أننا نصوم أيضًا (بالجبنة النباتي) والتي لم تُعرف في عصور سالفة. بغض النظر عما تحرّمه الكنيسة من تناوله من لحوم وطيور وغيرهما من أغذية مفطرة.. ومن هنا يتعايش الصائم في راحة بال وضمير يتفق مع إيمانه وأعماله.. وبهدف إسعاد الآخرين بحب. وبالتالي فإنه يحاول أن يتناسي إفرازات المجتمع وسلوكيات غيره الضارة. ففي رأيي ليس الصوم وحمل أغصان الزيتون وقلوب السعف بعادة أو تقليد، وإنما هو تعليم مقدس جوهره الإنجيل وشاهد عيان علي الاقتداء برسالة المسيحية التي هي روح وحياة أكثر منها كدين. هو تراث ديني أصيل وموروث يؤكد صوم السيد المسيح له المجد والذي حاول الشيطان أن يجرّبه فلم يفلح، وأغصان الزيتون وقلوب السعف التي افترشها اليهود في طرقاتهم احتفالاً به كملك راكب حمار قائلين: هوشعنا في الأعالي.. هوشعنا ابن داود. واليهود احتفلوا به الأحد. ظنا منهم أنه الملك الأرضي والمخلص المنتظر من حكم الرومان. ولكن عندما خاب ظنهم واكتشفوا أنه يتحدث عن مملكة ليست من هذا العالم. تحول الاحتفال إلي مؤامرة انتهت بالصلب يوم الجمعة. لذلك تنتهي ساعات الاحتفال بأحد السعف سريعًا في الكنيسة القبطية وتختم بالجناز العام في الثانية ظهرًا وترتدي الكنائس الستائر السوداء. حيث تقام في المساء صلوات البصخة المميزة لأسبوع الآلام والذي يتم فيه تكثيف قراءات الكتاب المقدس والألحان الحزينة. وتصطحب الكنيسة السيد المسيح خطوة بخطوة في هذه الأيام. وتمنع السلامات والقبلات من مساء الأربعاء عندما يتفق يهوذا الخائن علي بيع سيده ويقدم القبلة علامة للخيانة، ويوم الخميس يسمي خميس العهد حيث أسس السيد المسيح سر التناول، والأسبوع غني بالتفاصيل الروحية وله مكانة مميزة جدًا في نفوس الأقباط. وعلي الجانب الشعبي هناك أكلات تميز كل يوم مثل العدس يوم الخميس والنابت يوم الجمعة. ولا تؤكل فيه أي سكريات أو حلويات. لطفي النميري عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب - مصر