أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تفاصيل المبادرة الوطنية للتصدير خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر السنوي لبنك التصدير والاستيراد، وأكد أوباما نقلاً عن موقع ستراتفور- أن الهدف من ذلك هو مضاعفة صادرات الولاياتالمتحدةالأمريكية بحلول عام 2015 وتوفير أكثر من مليوني فرصة عمل، كما أوضح أوباما أنه سيشكل مجموعة وزارية للترويج للصادرات تتألف من وزراء الخارجية والخزانة والزراعة والتجارة والعمل بالإضافة إلي الممثل التجاري الأمريكي ومدير هيئة المشروعات الصغيرة ورئيس بنك التصدير والاستيراد وغيرهم من كبار المسئولين الأمريكيين العاملين في مجالات متعلقة بالصادرات. ويعزا السبب وراء اتباع هذه الاستراتيجية ببساطة إلي أن اقصتاد الولاياتالمتحدةالأمريكية يستعيد عافيته بعد حالة الركود التي كانت عصفت بالبلاد، وأفرزت ارتفاعاً في معدلات البطالة وتزايد غضب العامة حول الإنفاق وزيادة الرغبة نحو الادخار، فالشركات الأمريكية تنتج مجموعة متنوعة من السلع عالية الجودة وذات تكنولوجيا حديثة والتي تشمل برامج الكمبيوتر والآلات المتطورة وهي السلع التي قد يحتاج إليها الآخرون.. بينما في الماضي كانت معظم الشركات الأمريكية تركز بشكل رئيسي علي تنشيط الأسواق المحلية للبضائع والسلع الخاصة بهم، فالشركات الأمريكية التي كانت تسعي لغزو الأسواق الأجنبية كانت تواجه عائقاً في التنافس مع الشركات الأجنبية التي تولي حكوماتها اهتماماً بتعزيز موقفهم ومنتجاتهم. ولكن إذا استطاعت الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تستغل نفوذها السياسي مع الدول الأخري لتمهيد الطريق لفتح مجال التصدير في أسواق هذه الدول، فحينها يكون لدي الشركات الأمريكية قاعدة كبيري من المستهلكين، وفي هذا الصدد تسعي إدارة أوباما في إقامة اتفاقات تجارية مع دول حوض المحيط الهادي وغيرها من الدول الأخري مثل الهند والبرازيل وأندونيسيا والصين، وبغض النظر عن إمكانية تحقيق ما يرنو إليه أوباما بشأن مضاعفة الصادرات الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة فإن المكاسب الهامشية في هذه الأسواق ستزيد من الصادرات الأمريكية بوجه عام. ويذكر أن العالم كان عبارة عن مكان تجاري قبل الحرب العالمية الثانية، فالإمبراطوريات كانت تسعي لتشكل مستعمرات ليس فقط للحصول علي المواد الخام، ولكن أيضا لكي يكون لها منافذ جديدة لتسويق منتجاتها، وعندما تضاربت المصالح التجارية أدي إلي اندلاع الحروب والإمبراطورية اليابانية هي خير مثال علي ذلك، وكانت محاولة الولاياتالمتحدةالأمريكية لمنع اليابان من الاستيلاء علي إنتاج النفط في الهند الشرقية الهولندية والهيمنة علي الصين هي السبب وراء الهجوم الياباني علي ميناء بيرل هاربر، وبالطبع فإن التعاملات التجارية لاتزال قادرة علي إشعال الصراعات.