أن تكون رجلا في المجتمع المصري، فهذا واقع له تجليات لا يمكن لعين الفنان أن تغفلها أو تخطئها، وهذا ما استرعي عين الفنانة هدي لطفي، فقدمته في معرضها المقام ب"التاون هاوس" تحت عنوان "أن تكون رجلا"، وفيه تحاول الفنانة استكشاف سياسات الجذور والهوية من خلال المنظور الذكوري، فما أن تدخل القاعة حتي تجد مسلة فرعونية في مواجهتك تحمل رمزا لذراع رجل مفتول العضلات، وحوله كتبت مقاطع من روايتي "الفاعل" لحمدي أبو جليل، و"أن تكون عباس العبد" لأحمد العيادي، وما أن تشيح بنظرك عنه حتي تري جسد امرأة بلا رأس أو أطراف، مغطي بعيون ووجه مكرر لنفس الشخص، وبجوارها نجد مجموعة "عكازات" رسمت عليها رءوس رجال وإلي جانبهم عبارة "هم السند"، كذلك نشاهد ذكر مفتول العضلات، طويل الشوارب يستند إلي عكاز في إشارة للرجولة الشكلية، وتلفت كما نري في لوحتها الجدارية "خيال أمريكي، صناعة صيني، عرض مصري"، لصورة متكررة لشخصية أفلام الأكشن الأمريكية الشهيرة "باتمان" لتوضّح كيف تساعد الأيقونات الذكورية المثالية والحاضرة بشكلٍ واسع في وسائل الإعلام في تشكيل وانضباط الجسد الذكوري. وتنتقل الفنانة خطوة أخري بنقدها المرح والساخر للأنماط الذكورية، بمقارنة تصوير الذكورية المثالية بتمثيلات تصويرية غير مهيمنة للجسد الذكوري، فهي تجمع شخصيات الأكشن المفتولة العضلات من الأبطال السوبر، وتماثيل المانيكان النصفية الفاتنة، مع صور لرجال عاديين.