تعلمت مساعدة المحتاج منذ صغرها فكانت تأخذ بيد أي عاجز يصادفها لتعبر به الطريق واستمر عطاؤها حتي تخرجت في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة حلوان واختارت تبني قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ومد يد العون لهم بدءاً من تنمية مهاراتهم الإدراكية ودمجهم في المجتمع ليصبحوا محل فخر أنفسهم وأسرهم. إنها حنان عبدالرحمن صديق مديرة التأهيل والإشراف الفني للبرامج بمؤسسة الأبرار التي تخصصت في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة علي مدار 15 عاماً. عملت أولاً بإحدي الحضانات لمدة عامين وقد لاحظت وجود طفل توحدي وآخر معاق ذهنياً فقررت أن تغير مسار حياتها نحو الاهتمام بهؤلاء الأطفال الذين في أمس الحاجة للرعاية عن غيرهم. تشير حنان إلي أنها قرأت العديد من الكتب والموسوعات في مجال ذوي الاحتياجات علاوة علي الأبحاث الأجنبية في الإنترنت لكي تتعرف علي فن التعامل معهم وبالإضافة إلي حضور المؤتمرات التي تلقي الضوء علي أحدث البرامج المطلقة عالمياً والتي تسهم في تنمية قدراتهم وكيفية الاعتماد علي أنفسهم عن طريق تعليمهم حرفة يدوية تناسب إعاقتهم. وتضيف بأنها تبدأ بالاطلاع علي نتيجة اختبار ذكاء للطفل لكي تضعه مع الحالات المماثلة له في العمر العقلي ثم يتم تحديد البرنامج الذي سوف يدرس للطفل وذلك تحت إشراف إسماعيل طنطاوي رئيس الجمعية الذي يقدم هذه الخدمات مجانا للأسر محدودة الدخل مع إرشاد أسرة الطفل عن أفضل الطرق لرفع معنويات ابنهم وسط إخوته وكيفية تحسين معاملتهم له.. والجدير بالذكر أن الجمعية تحرص علي تأهيل المعاقين ذهنيا علي طريق تحفيظهم القرآن الكريم وتعليمهم أيضا أساسيات التعامل مع الكمبيوتر. تقدم حنان بعض النصائح للوالدين لتجنب الأسباب التي تودي إلي إنجاب طفل معاق وكيف يمكن أن تعرف الأم بأن ابنها معاق بملاحظة معدل نموه الجسمي والعقلي مع أخذ آراء الأطباء المتخصصين. تختتم حديثها معنا بأنه لا ينبغي إهمال هؤلاء الأطفال حتي نستطيع تحويلهم إلي طاقات فعالة في المجتمع.