تعرفت عليها صحفية وكاتبة أطفال ذات أسلوب مشوق وممتع ولكن الحياة لا تسير علي وتيرة واحدة فلقد انطلقت مؤخراً إلي عالم الروايات وذلك من خلال تجربتها الشخصية المليئة بالمشاعر والقيم الرائعة في سطور بكتابها الرحلة - 811 الذي حمل توقيع هويدا حافظ صاحبة الإرادة الذهبية. عندما تحدثت إليها بهرني هدوؤها وإيمانها الشديد رغم كل ما مرت به من أزمات أكدت لنا أنها لم تكسرها بل زادتها قوة وتمسكاً بالحياة. بدأت هويدا العمل بالإذاعة بعد تخرجها في كلية الألسن جامعة عين شمس واختارت أن تكون مصححة لغوية للبرامج الناطقة باللغة الفرنسية ولكنها سرعان ما تنازلت عن وظيفتها وقررت التفرغ لرعاية والدتها التي أصيبت بمرض السرطان إلا أنها لم تشعر يوماً بالندم علي ما قامت به. وبعد وفاة والدتها عادت مرة أخري إلي الحياة العملية ولكن هذه المرة بشكل مختلف من خلال خوض مجال الصحافة وكانت خطوتها الأولي في بلاط صاحبة الجلالة بقسم الترجمة في مجلة حواء ومن ثم بدأت تتحمس للكتابة للأطفال ولم تجد صعوبة في ذلك لأنها مازالت تحمل بداخلها الكثير من أفكارهم ومشاعرهم. استطاعت أن تصدر ما يقرب من 20 قصة باسم الناشط علي تناولت من خلالها العديد من الموضوعات المهمة مثل الدستور، حقوق الملكية الفكرية، حقوق المعاقين، ورغم أنها مفاهيم كبيرة إلا أنها قدمتها بأسلوب بسيط في إطار كوميدي ليتمكن الطفل من استيعابها. لكن للحياة وجها آخر تخفيه عنا أحياناً ما يكون مخيفاً وهو ما ينطبق علي هويدا التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها في صراع مع مرض السرطان الذي داهمها عام 2005 فكان الرضا هو طوق النجاة الذي تمسكت به فانتصرت علي المرض بإرادة حديدية. واستطاعت أن تحول المحنة إلي منحة وبرهنت للجميع أنها الأقوي فتعاملت مع مراحل المرض المختلفة بإيمان كامل بقضاء الله وقدره وواجهت أصعب المواقف بدءاً من العلاج الكيميائي ومضاعفاته حتي إجراء عدد من العمليات الجراحية الصعبة التي تعاملت معها بالمرح والفكاهة حتي تهون علي نفسها وقد أتاحت لها هذه التجربة اكتشاف أن هناك أشخاصا أكثر خبثاً من المرض. بعد تمام شفائها لم تخجل أو تتردد في أن تعرض تجربتها من خلال روايتها الأولي الرحلة - 811.. رحلتي مع السرطاني التي تضمنت قصتها مع المرض بكل ما فيها من مواقف ومشاعر ليتعرف ويتعلم الآخرون كيف حولت المرض والألم إلي أمل. كما أنها قررت القيام بدورها الاجتماعي لنقل تجربتها وليستفيد منها الآخرون من خلال المشاركة في الكثير من الأنشطة مثل الندوات وسباقات الجري من أجل توعية الأخريات بسرطان الثدي ودعمهن نفسياً بالإضافة إلي نقل خبرتها لهن فقد مثلت مصر في مهرجان الجري من أجل الشفاء بأمريكا في شهر يونيو الماضي. واختتمت حديثها بدعوة كل امرأة إلي أن تفتش عما بداخلها من جمال فهي ليست فقط جسدًا.