اسألوا الناس في الأرياف والقري والنجوع 1 - في موسم الانتخابات يجب أن تتوقف التجارب، خصوصا إذا كانت تتعلق بمعيشة ملايين المواطنين، مثل قضية الدعم، التي تعاني منها الحكومة منذ 35 سنة، ولا يجب أبداً تفجيرها في عام ساخن. - لو أقسمت الحكومة بأغلظ الأيمان في هذه الظروف أنها لاتنام الليل من أجل مصلحة الفقراء، ومحدودي الدخل، فلن يصدقها أحد لأنها لم تنجح في القرارات المشابهة أن تسوق إنجازاتها. - آخر نموذج هو الضريبة العقارية، بعد أن نجح ملاك القصور والفيللات في تخويف سكان العشش والشقق الصغيرة، فأصبح القانون المكروه من سائر الناس. 2 - إلغاء الدعم النقدي لرغيف الخبز الذي تفكر فيه الحكومة به لغم كبير يجب الابتعاد عنه تماما، والقول المأثور هو «عض قلبي ولا تعض رغيفي، إن قلبي علي الرغيف ضعيف». - توزيع كوبونات الخبز، أو تقديم دعم نقدي للأسر المستحقة وغيرها من المقترحات، كلها محفوفة بالمخاطر، لأن الخبز هو المكون الرئيسي لوجبات ملايين الأسر، واستهدافه بالزيادة يهدد معيشتهم. - الخبز هو السلعة الاستراتيجية رقم واحد التي يجب عدم الاقتراب منها، واسألوا الناس أولاً، خصوصاً الفقراء في القري والأرياف والنجوع، قبل التلويح بتصريحات وإحصاءات علي سبيل جس النبض. 3 - أنبوبة البوتاجاز يمكن تجربتها علي سبيل الاختبار كأن يتم رفع الدعم عنها وتقديم بديل نقدي للأسر المستحقة، أو كوبونات تصل لمستحقيها، وليس للتجار والسماسرة. - البنزين.. هل إذا رفعت الحكومة سعره سيعوضها جزءاً من العجز الكبير بين إيراداتها ونفقاتها؟ وهل يمكن الاقتراب من «بنزين 80» دون أن ترتفع تعريفة مختلف وسائل المواصلات؟ - هل يمكن تحريك أسعار الغاز الطبيعي والسولار والمازوت والكيروسين بعد تزايد الشكوي من أصحاب المصانع، رغم قيامهم بتحويل عبء زيادة السعر إلي المستهلك؟ 4 - الأسئلة كثيرة لكن السؤال الأكثر أهمية هو: ما شكل الحياة في مصر، لو قررت الحكومة إلغاء الدعم جزئياً أو كلياً؟.. وهل تعوض الجنيهات القليلة التي تحصل عليها الأسر الزيادات الرهيبة في الأسعار؟ - هل يستطيع نظام البطاقات التموينية أن يقدم الحلول البديلة، أم سيخلق سوقاً سوداء جديدة بسبب تفاوت أسعار السلع تفاوتاً كبيراً؟ - ثم.. ماذا تفعل الحكومات القادمة بعد خمس أو عشر سنوات عندما تجد أن نصف الشعب المصري علي البطاقات؟.. وهل تتخلص الحكومة من كارثة الدعم لتقع في مصيبة البطاقات؟ 5 - الحكومات السابقة هي التي صنعت المشكلة التي نعاني منها الآن، والحكومات القادمة لايجب أن تعاني من مشكلة تصنعها لها الحكومة الحالية، خصوصاً في أنها مشكلة قديمة ومزمنة. - الهدف الأساسي لأي حكومة هو رفع المستويات المعيشية للناس أو علي الأقل الحفاظ عليها، وليس المساس بها أو خفضها، حتي لاتتسع فجوة عدم الثقة بين الحكومة والناس. - القرارات يجب دراستها بجدية وواقعية، وإذا كانت الحكومات قد صبرت 35 سنة علي مشكلة الدعم، فلن يحدث شيء إذا صبرت 37 سنة، وفي التأني السلامة. 6 - الحكومة تؤكد أنه ليس معقولاً أن يذهب الدعم للغني مع الفقير، ومثل هذا الكلام يتردد منذ ظهور مشكلة الدعم.. دون أن يرتدع الأغنياء أخلاقياً ويتركوا الدعم لإخوانهم الفقراء. - الحكومات كلها تعلن عن رغبتها وإصرارها في وصول الدعم لمستحقيه فقط، ولكن حتي الآن لم تنجح حكومة واحدة في الإجابة عن السؤال الأهم: كيف يحدث ذلك؟ - إذا وجد الأغنياء السلع والخدمات بأسعار مدعومة ورخيصة لماذا لايأخذونها؟.. وليس العيب عيبهم، ولكنه عيب من ترك هذه المشكلة تكبر حتي أصبحت بالوناً كبيراً. 7 - الدعم في موسم الانتخابات «شر لابد منه».. لأن ظروف التوتر والاحتقان والابتزاز لن تكون مناسبة.. لاتخاذ قرارات عادلة في قضية تمس حياة الناس ولقمة عيشهم. - المؤكد أنها مشكلة كبيرة وخطيرة وسوف تكبر وتكبر في المستقبل، وتلتهم الأخضر واليابس، وستجعل الحكومة تبحث عن موارد أخري لسد العجز ولن تجد سوي الضرائب. - أخطر ما في قضية الدعم أنها تحول موارد المجتمع إلي الاستهلاك والأكل، وليس الإنتاج وتوفير فرص عمل.. تماماً مثل مشكلة «الدجاجة والبيضة». E-Mail : [email protected]