مع ذكري المولد النبي الشريف قد يتوقف الإنسان للحظات مع نفسه ليري هل استطاع أن يقدم شيئا يعرف من خلاله بشكل عملي العالم أجمع برسول الإسلام الذي أرسله الله رحمة للعالمين؟ ولكن قد يحتار بعضنا في الإجابة، إلا أن هذا السؤال وجد اجابة عملية عند مسلمي الهند حيث أطلقوا الأحد الماضي في مدينة بومباي حملة مبتكرة وجديرة بالتشجيع منا جميعا حملت شعار " النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) رحمة للعالمين"، وستستمر حتي 28 فبراير الجاري. اهمية هذه الحملة تنبع من أنها ليست لمجرد مبادرة من مسلمين يعيشون كأقلية ولكنها في الحقيقة خطوة يشارك فيها مجموعة من الهنود المسلمين وغير المسلمين، هدفها نشر الرسالة الحقيقية للرسول الكريم محمد (صلي الله عليه وسلم)،علي نطاق واسع، وللتعريف برسالة الإسلام والنبي الكريم محمد (صلي الله عليه وسلم)، في مواجهة العديد من حملات التشويه التي يتعرض لها الإسلام. لقد استطاع مسلمو الهند القيام بفكرة هي أفضل 100 مرة من برامج الفضائيات التي توجه لنا داخل عالمنا الإسلامي لتسمعنا حديث مشايخ وعلماء يهاجمون دولة ما لنشر صحيفة بها ما يسيء لنبي الإسلام او لصدور كتاب مشين يهاجم ديننا الحنيف ويتهمه بما ليس فيه. إن مسلمي الهند اعطونا درسا عمليا في كيفية الدفاع عن نبينا ويكفي أن واحدا من المشاركين في حملة التعريف برسول الله صلي الله عليه وسلم عالم هندوسي علماني كبير ومعروف عالميا هو الدكتور بورشتام خديكار، حيث قال فور مشاركته في تلك الحملة " لقد تعلمنا من النبي محمد الكثير، فلقد دعا إلي المساواة بين البشر، ووجه نداء من أجل مجتمع أفضل، ومن أجل قيام الحكم الرشيد". إن شهادة واحد من الهندوس أو من الغربيين علي عظمة الإسلام ، ورحمة نبيه صلي الله عليه وسلم أكثر فائدة من برامج إعلامية لا تفيد ، وتحدث ضجيجا بلا عمل، فعلينا ان نعيد النظر في تعاملنا مع قضايا ديننا لاسيما في تقديمه لغيرنا وألا ننشغل فقط بمعرفة ما إذا كان المولد النبوي حراماً او حلالاً؟. كما علي الدعاة الذين يصعدون علي المنابر ويقولون إن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة أن ينصرفوا عن هذا الحديث وان يقدموا للنا س ما يجعلهم حقا إيجابيين تجاه دينهم ومجتمعهم، كما علي كل مسلم أن يصحح طريقة الحب للرسول في الاحتفال بالمولد النبوي بشيء عملي بأن نعرف حياة النبي ونتأسي به ، وان نجعل من الاحتفال بمولده فرصة للتعريف به صلي الله عليه وسلم وكيف كان مولده طوق نجاة للبشرية من ظلمات الجهل إلي نور الحق؟، وان نرسخ ذلك في نفوس أبنائنا.