شاب لم يقتله العمل الروتيني سعي لتطبيق طموحاته وأحلامه علي أرض الواقع ساعده حبه وشغفه لمجال الالكترونيات والاتصالات الذي كرس عمره لابتكار منتجات تخدم المجتمع. أنه المهندس عمرو عبدالفتاح 32 سنة من مواليد المحلة الكبري حظي باهتمام أسري بالغ ساعد علي نبوغه في الدراسة العلمية والعملية بداية بتلقيبه بكبير المهندسين منذ صغره لعشقه فك وتركيب اللعب ثم يقوم بتشكيل ألعاب أكبر من سنه مثل سيارة بالريموت السلكي وطائرة تطير مسافة 10 مترات تعمل بالبطارية. التحق بدورة تدريبية بقصر ثقافة غزل المحلة في إصلاح الراديو والتليفزيون واشتهر بين جيرانه بإصلاح الأجهزة الكهربائية وهو مازال في سن الخامسة عشرة ثم التحق بشعبة الاتصالات والالكترونيات وكان مطلعا بكل جديد في مجال دراسته حتي تفوق وحصل علي المركز الأول في قسم الكهرباء دفعة 2000 وتم تعيينه معيداً بكلية الهندسة جامعة الأزهر. وبجانب العمل الأكاديمي سعي لاستقطاع جزء من وقته للعمل الإضافي في شركات خاصة متعددة ولكن بعد خمس سنوات من العمل الروتيني شعر أنه لم يحقق ذاته وطموحاته لذلك قام بإنشاء شركة صغيرة تقدم خدمات الصيانة للكروت الالكترونية بالمصانع والشركات والأجهزة الطبية بالمعامل والمستشفيات تاركا بذلك العمل الأكاديمي واجهته عقبات كثيرة عندما سعي لتطوير الشركة لتشمل خطوط الإنتاج بالمصانع متمثلة في عدم وجود قطع غيار للكارت الإلكتروني قديم الصنع لذلك صمم أول كارت الكتروني بديل واستعان بالمصنع الحربي في طبع اللوحات المطبوعة. وبعد نجاح خط إنتاجه سعي لتحويل أفكاره إلي تصميمات لمنتجات إلكترونية متخصصة جديدة علي السوق وقادرة علي التنافس في الجودة والسعر وكان من أبرزها لوحة تحكم في تكييف عربات القطار الإسباني وهي لوحة إلكترونية بديلة للمنتج الإسباني قام بتصميمها بالكامل تتميز بجودتها العالية وطول عمرها الافتراضي وزهد ثمنها مقارنة بالأجنبي كما تحد اللوحة مكان العطل عند حدوث عطل مفاجئ في ماكينات التكييف فيقوم الفني بإصلاح العطل أثناء الرحلة. كما قامت هيئة سكك حديد مصر بتجربتها وشراء أكثر من 40 لوحة مركبة حاليا في عربات القطار الإسباني وحصل المركز الثاني في مسابقة صنع في مصر عام 2009 بهذا المشروع. ولم تتوقف ابتكاراته إلي هذا الحد بل تضمنت بوابة كشف المعادن وهي أول بوابة بأيد مصرية لا ينبعث منها أي موجات كهرومغناطيسية مما يوفر الطاقة ولا تؤثر علي صحة المجاورين لها وسهولة التعامل مع برنامج الضبط من خلال ثلاثة مفاتيح فقط بالإضافة إلي جهاز ترموستات إلكترونية للتحكم في درجة تبريد الثلاجات النوفروست والعادية بطول عمرها الافتراضي ودقة الأداء ومتحكم دقيق للثلاجات النوفروست جهاز كشف أعطال الثلاجات النوفروست وهو جهاز إلكتروني يقوم الفني بتوصيله بأطراف التايمر ضبط التوقيت في الثلاجات ويكشف أوتوماتيكيا عن الأعطال الكهربائية ويحددها في فترة لا تزيد عن ثلاث دقائق ولا يحتاج لفني ذي خبرة إذا يتميز بسهولة الاستخدام وغيرها من الابتكارات يعكف حالياً عمرو لاستكمال ابتكاره الجديد المتمثل في جهاز لحرق الإبر المستعملة مثل إبر السرنجات حيث يتم إمرار تيار كهربي شديد في الإبرة فتتحول إلي رماد غير ضار وبذلك يتم التخلص من السرنجة بشكل آمن بالإضافة إلي جهاز تحليل طيفي للتحاليل الطبية ولوحة تحكم في حضانات الأطفال المبتسرين. يطالب عمرو أن تساعد الحكومة المشاريع الصغيرة بشكل أفضل وأن يتم تعديل بعض القوانين الروتينية التي تقف عائقاً في طريق المشاريع الجديدة وحقوق الملكية الفكرية بداية من تطوير نظام التعليم الذي يسمح إتاحة رغبة الطالب في اختيار المواد الدراسية بما يتناسب مع ميوله وإبداعاته والاهتمام بالتعليم الفني والحرفي وإضافة مزايا تجعل الطلاب يقبلون عليه أكثر من التعليم الجامعي فكل مهندس بارع مثلا يحتاج معه أربعة فنيين مهرة. ويضيف كما أتمني بتحقيق هدفي الأكبر متمثلاً في إنشاء مجموعة مصانع عالمية في مصر تتبني الأفكار والابتكارات الجديدة وتحويلها إلي منتجات ومشاريع علي أرض الواقع.