في إطار فعاليات اليوم الخامس للمؤتمر القومي الرابع للشباب، والمقام تحت رعاية السيد الرئيس محمد حسني مبارك، عقدت الجلسة الخامسة للمؤتمر تحت عنوان "المشروع القومي لتنمية الوادي الجديد، تحدث فيها اللواء احمد مختار محافظ الوادي الجديد، والجيولوجي مصطفي البحر رئيس هيئة الثروة المعدنية نيابة عن وزير البترول وأدار الجلسة الإعلامي محمد موافي. أكد اللواء احمد مختار محافظ الوادي الجديد في مستهل كلمته أن العنصر البشري هو أهم الموارد المطلوبة لتحقيق التنمية في الوادي الجديد، وأن المحافظة قامت بإعداد دراسة شاملة للوقوف علي نقاط القوة والضعف في المشروع القومي لتنمية الوادي الجديد أكدت علي أهمية توافر البنية الأساسية قبل المضي قدماً في تنفيذ أي مشروع. وأوضح اللواء مختار خلال كلمته أن المحافظة تعد من أولي المحافظات التي قامت بإتاحة الفرصة لمشاركة الشباب في المشروعات الزراعية بنظام الأسهم وهو ما أدي إلي قيام خمس شركات مساهمة مملوكة للشباب، وأن الرؤية المستقبلية لتنمية الزراعة في المحافظة ترتكز علي تنمية الفراغات الموجودة بين المراكز وإقامة المصانع الزراعية بجانب إنشاء 11 قرية في الظهير الصحراوي جاري تنفيذ 4 قري منها حالياً. وأشار المحافظ في معرض حديثه عن الجوانب المختلفة للتنمية في الوادي الجديد إلي أن خطة الإسكان والتنمية العمرانية بالمحافظة تستهدف إنشاء 48200 وحدة سكنية وأنه جاري تنفيذ 12950 منها بتكلفة تبلغ 613.3 مليون جنيه، وذلك وفقاً لبرنامج رئيس الجمهورية الذي يستهدف تنفيذ 5000 برنامج وحدة سكنية. وأضاف أنه سيتم إنشاء ثلاث شركات بالتنسيق مع وزارة البترول للتنقيب والكشف عن البترول. من جانبه، أشار الجيولوجي مصطفي البحر رئيس هيئة الثروة المعدنية إلي أن وزارة البترول قد انتهت من إعداد قانون جديد للثروة المعدنية يكون بديلاً للقانون الحالي الذي صدر عام 1956 مشيراً إلي أن إقرار ذلك القانون سيسهم في تشجيع الاستثمار في المشاريع التعدينية وتصنيع المعادن. وأوضح أن تعديلات القانون ولائحته التنفيذية الجديدة تهدف إلي جذب الاستثمارات العالمية وخاصة الشركات الكبري المتخصصة في مجال الثروة المعدنية. وأكد الجيولوجي /مصطفي البحر رئيس هيئة الثروة المعدنية أن الاتفاقيات البترولية تمثل الركيزة الرئيسية لتكثيف أنشطة البحث والاستكشاف بمنطقة جنوبالوادي، وأن هناك 22 اتفاقية سارية وجديدة يصل اجمالي الإنفاق المخصص للبحث والاستكشاف فيها حتي عام 2017/2016 إلي 438 مليون دولار، وأنه من المخطط إمداد 850 ألف وحدة سكنية بمنطقة جنوبالوادي بالغاز الطبيعي فضلاً عن بعض الشركات الصناعية والتجارية. أكد اللواء أحمد مختار في معرض رده علي أسئلة الشباب، أن هناك جهوداً للاستفادة من الطاقة الشمسية في مجال توليد الطاقة الكهربية، وأن المشروع القومي لتنمية الوادي الجديد مازال في حاجة ماسة إلي رؤوس الأموال الضخمة والمستثمرين مشدداً علي أن هناك احتياجاً شديداً للعديد من فرص العمل في المحافظة خاصة العمالة المدربة من خريجي كليات الهندسة والزراعة والطب والتربية، وأوضح رئيس هيئة الثروة المعدنية مصطفي بحر في حواره مع الشباب أن عوائد البترول يتم توزيعها علي الشركات العاملة في مجال البحث والتنقيب عن البترول، وعلي الدعم المقدم للبترول والغاز الذي يصل إلي 66 مليار جنيه سنوياً، والجزء المتبقي يدخل في خزانة الدولة. وكشف عن وجود خطة لتوصيل الغاز إلي 100 ألف وحدة سكنية سنوياً، وأن الزيادة السكانية تستلزم التوسع في إمداد المواطنين بالغاز الطبيعي. وفي إطار فعاليات المؤتمر القومي الرابع للشباب المقام تحت رعاية كريمة من السيد الرئيس محمد حسني مبارك حرص المجلس القومي للشباب علي تنظيم لقاء للعالم المصري الدكتور عصام حجي بوكالة ناسا للفضاء مع الشباب المشارك في المؤتمر، ويعد الدكتور عصام حجي واحدًا من أهم علماء الجيولوجيا المصريين في أمريكا، يعمل حالياً في وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء، وحصل علي 4 جوائز من وكالة ناسا. وفي مستهل حواره وجه د. عصام حجي العالم المصري الشاب الشكر إلي الحكومة المصرية ممثلة في المجلس القومي للشباب علي دعوته لإدارة حوار مفتوح مع الشباب المشارك في المؤتمر القومي الرابع للشباب. موضحاً أن مدير وكالة ناسا قد رحب بمشاركته فور تلقيه دعوة رسمية من المجلس القومي للمشاركة في فعاليات المؤتمر. وأشار د. عصام حجي إلي أن هذه أول مرة يوجه فيه الكيان الحكومي المعني بالشباب في أي دولة من دول العالم الدعوة إلي أحد علماء وكالة ناسا للفضاء للحديث إلي الشباب حول أنشطة الوكالة والمشروعات التي تقوم بها في استكشاف الفضاء. بدأ اللقاء الذي اتسمت فعاليته بحيوية غير مسبوقة بعرض من د.عصام حجي لتجربته وقصة حياته منذ أن ولد لأسرة مصرية في ليبيا عام 5791مرورًا بتخرجه في كلية العلوم عام 7991، وحصوله علي شهادتي الماجستير والدكتوراه في مجال البحث والتنقيب عن المياه في الصحراء الغربية وعلي سطح كوكب المريخ. وأكد العالم المصري خلال اللقاء أن مصر من أشد الدول احتياجًا للتقنية الحديثة المتمثلة في علوم الفضاء، وأن ذلك يتطلب أن يكون لدي مصر قمر صناعي علمي خاص بها أسوة بدول أخري مثل الصين والهند وباكستان وإيران، وأن ذلك سيسهم في استكشاف الصحراء والمرتفعات بعيدًا عن الخرائط القديمة لهذه المناطق، ويتيح الفرصة لمعرفة الأماكن الفعلية لوجود الألغام في الصحراء الغربية والتي تحركت بفعل عوامل الرياح، وتنفيذ مشروع ممر التنمية والتعمير والمشروع القومي لتنمية الوادي الجديد حيث حددت الأبحاث التي أجراها علي منطقة الصحراء الغربية بوضوح أماكن توافر المياه والوديان. وحول مخاطر التغيرات المناخية، أوضح أن مصر تعتبر من أشد الدول التي ستتأثر بهذه التغيرات حيث سينتج عنها تصحر الدلتا إذا ارتفع منسوب المياه المالحة في البحر المتوسط بدرجة معينة، وتغير طرق الملاحة البحرية بفعل ذوبان الجليد في القطب الشمالي بما سيؤثر علي دور قناة السويس كأحد مصادر الدخل القومي. وعن الهدف من بحوث الفضاء، قال د.عصام حجي إن دراسة نشأة وتطور كوكب الأرض لا يمكن أن تتم إلا في إطار دراسة الكواكب الواقعة في مجموعته الشمسية خاصة كوكبي الزهرة والمريخ، فكوكب الزهرة يمثل الصورة التاريخية لكوكب الأرض أما المريخ فيمثل الصورة المستقبلية لهذا الكوكب، وبتطبيق التكنولوجيا والتقنية في دراسة كل من كوكبي الزهرة والمريخ يتيح الفرصة لمعرفة الكيفية التي نشأ بها الكون وكيفية انتقال الحياة إلي الأرض وشكل هذه الحياة في المستقبل. وأوضح أنه قام خلال الفترة من 9991 4002 بإجراء العديد من العمليات المسحية في منطقة العوينات بالصحراء الغربية علي الحدود المصرية الليبية اكتشف خلالها وجود تشابه بين هذه المناطق الصحراوية وكوكب المريخ، وأضاف أن أهمية الأبحاث التي تقوم بها وكالة ناسا ترجع إلي العائد العلمي والفلسفي لهذه الأبحاث والتي نتج عن أحدها الكشف عن ربط تحول الواحات البحرية في مصر باكتشاف الحياة علي كوكب المريخ. واتسمت فعاليات اللقاء الثقافي بإقبال غير مسبوق من الشباب علي المشاركة وطرح التساؤلات المختلفة حول تطور نشأة الكون، وآخر الأبحاث والمشروعات التي تنفذها وكالة ناسا للفضاء، وكيفية النهوض بأوضاع البحث العلمي في مصر، وكيفية الحصول علي منح دراسية في مجال استكشاف الفضاء. وفي رده علي الأسئلة، أشار د.حجي إلي أن شباب الباحثين في مصر غير متمتعين بالحرية الكافية التي تتيح لهم الفرصة للإبداع، وأنه من الضروري إتاحة الفرصة لهم لتولي المواقع القيادية والمناصب الإدارية في المراكز البحثية دون تقيد بشرط السن، وأن يتم تحسين الوضع المادي للمدرس الجامعي ورفع نسبة الإنفاق علي البحث العلمي. ونبه إلي خطورة أن تسود حالة من الاحباط بين الشباب وأن يقتصر حلمهم فقط علي السفر إلي الخارج فقط دون هدف محدد.