كشف النظام الإيراني عن وجهه الحقيقي والبشع فلا هو ديني ولا إسلامي ولا علماني ولا إنساني ولا أخلاقي - إنه مزيج من خلاصة الإنغلاق والقمع هل شاهدت أسلوب رجال الأمن في قمع المتظاهرين والاعتداء علي الشباب وعلي النساء والأطفال بلا رحمة وبلا هوادة فهل هذا من الإسلام أو من أي دين؟ هذا هو نموذج للحكم الذي تسعي الثورة الإسلامية إلي تصديره لدول الجوار باسم الدين الإسلامي البرئ من أفعال هذا النظام إن صورة رجل الأمن الإيراني وهو يعذب أحد الشبان بإحراق شعر رأسه خصلة خصلة ثم لسع وجهه بحديد ساخن من حين لآخر أو صورة أربعة من رجال الأمن وهم يقتادون شاباً آخر ويتناوب الأربعة علي ضرب الشاب بالهراوات علي رأسه وكل جسده بلا هوادة أو رحمة لمجرد تظاهره أو هتافه ضد النظام الثوري الرجعي الدموي. إن استخدام جميع الأسلحة وجميع الأساليب غير الإنسانية في الرد علي مظاهرة شعبية وعلي النحو الذي شاهده العالم كله هو أسوأ دعاية ضد النظام الإيراني وهو أفضل هدية لخصوم هذا النظام الدموي الذي كشف عن وجه قبيح لا دين ولا أخلاق له. إن ما يحدث في إيران هذه الأيام ليس شأناً داخلياً كما يدعي النظام الإيراني الواهم لأن الاعتداء علي حريات المواطنين وإهدار الحريات والاعتداء علي الحرمات وكبت وقمع المتظاهرين وقتل الشباب المتظاهر وإهدار دمه ليس شأناً داخلياً وإنما شأن إنساني يجب أن يقف له العالم وقفه جادة ضد الانتهاكات والفظائع التي شهدها العالم كله رغم الحصار ورغم طرد الصحفيين ورغم التعتيم الإعلامي إلا أن ما تسرب من أخبار عما يدور داخل الأراضي الإيرانية كاف لانزعاج العالم كله واعتراضه بشتي الوسائل والطرق لوقف نزيف الدم والقمع والاستبداد والقهر الذي فوجئ به العالم والذي كشف زيف هذا النظام وكذب هذا النظام الذي يتواري خلف عباءات وعمامات وشعارات دينية فأساء إلي الإسلام وأساء إلي كل المسلمين. أن إيران تحترق وسط حصار أمني وتعتيم إعلامي والعالم يتفرج إما شماتة أو مجرد تصريحات خجولة من الأمين العام للأمم المتحدة وبعض رؤساء وسط سكوت وصمت إسلامي مريب فلا تصريح ولا إعلان إسلامي في شأن لم يعد داخلياً ولم يعد خاصاً بنظام محترم وإنما عصابة تستخدم ما يعرف بقوات الماسيج لإرهاب البشر والاعتداء عليهم وقتلهم باسم الدين وباسم الإسلام فأساءوا إلي الدين وإلي الإسلام وهذا ما يدعو للتدخل وعدم السكوت علي ما يحدث في إيران إن حقوق الإنسان في أي مكان لم تعد شأناً داخلياً أو شأناً إيرانياً وإنما شأن إنساني وأخلاقي مما يستدعي تدخل كل العالم لوقف المذابح والمجازر في إيران باسم الدين.