"المرأة كالجواد الأصيل يحتاج إلي فارس ماهر، وإنه من المؤلم أن تعطي الحياة فرسا أصيلا لمن لا يجيد الفروسية وتترك الفارس المغوار بلا جواد". عبر بها كلمات ابن بطولة المصري "أحمد الشهاوي" عن رؤيته للمرأة والحب في رحلات لأكثر من 72 دولة بين القارات، مغامرات خاضها في الغابات الاستوائية والجزر المنعزلة وعاشر القبائل البدائية وعشق الهنود الحمر لتجري علي لسانه حكمة المجرب: "الإنسان بلا حب ليس آدمياً" فهناك مسافة كبيرة بين الحب والإعجاب والخيانة، فأنا أعشق زوجتي "روز" التي تعرفت عليها أثناء هجرتي إلي ألمانيا وتقاربنا منذ اللحظة الأولي، وهي أستاذة جامعية عانت من حبها لي كثيرا فأنا أتركها 4 شهور سنويا لأبدأ مغامرة جديدة، لم تعارضني في أفكاري الجنونية واعتزالي عملي في أوج نجاحي لأعود للبدائية والفطرة، فقررت التفرغ للأولاد، أعترف أنني أرهق كل من حولي وليس كثيرا عليها أن أهدي لها كتابي الأول. ولحبي الشديد لها كانت الوحيدة التي أوقفتني عن رحلة هذا العام عندما بكت للمرة الأولي وكانت خائفة للحد الجنوني علي، فقررت أن ألازمها ولن أحب غيرها طيلة حياتي، لكن لرحلاتي العديدة أتعرف علي سيدات من شتي البقاع وتختلط علي المشاعر، فلقد راودني إحساس بسيدة أطلقت عليها "سيدة البيت الحسناء" من مدينة سيورات بوليفار التي أطلقت علي اسم "اكيم" أي "الحكيم" الذي أعشقه كاسم لم تطلقه علي والدتي، ويروي لنا قصته معها قائلاً: "عندما طرقت عليها الباب كانت ساقي مصابة بعدما أكلها البعوض والدبابير فشملتني برعايتها وحبها. وعندما سألتني عن جراحي أجبتها "شفيت جميعا عندما رأيتك" فابتسمت في خجل وأمضيت لديها عدة أيام وفور أن استعدت عافيتي قررت الرحيل بلا عودة نحو الجنوب علي حدود البرازيل لأواصل رحلتي في اتجاه الغرب ثم إلي الشمال، وقبل رحيلي بساعتين طلبت مني البقاء ولو ليوم واحد فأجبتها نعم أحب أن أبقي ولكن خبرتي بالحياة أكدت أنه عندما أحب البقاء فيعني الرحيل وظللنا نتبادل الحديث عن فلسفة الحياة وكنت معجبا بها فلقد جمعت بين العقل والمرح والجمال ولكنني أكدت لها أنني كبطل الملاكمة عليه الرحيل في القمة قبل الانحدار ونقصان البدر". إمبراطورة البطيخ أما روايته الثانية فكانت عن سيدة في الأربعين ممتلئة القوام قوية الشخصية، عندما رأتني أختلس النظر لها فقالت لي بكبرياء "تعال هنا" ولكن رددت عليها: إن كنت تريدين مني شيئا فلتأت أنت! وعندما سمع الموجودن في المقهي كلامنا عم الصمت وفوجئت بها تأتي لمنضدتي قائلة لقد نفذت أمرك، وسألتها من أين لك بهذه الجرأة لتصدري أمرًا لشخص لا تعرفينه، فقالت لأنني أريد التحدث معك وتنمر ملامح وجهك عن شخص لطيف وتعودت أن أصدر أوامري للجميع فأنا إمبراطورة سوق البطيخ. تبادلنا الأحاديث وصارحتني بكونها كانت معلمة في مدرسة ثانوية وتزوجت من تاجر بطيخ بسوق كاربون، وعند رحيله قررت أن تدير تجارته وشغلت مكانه في السوق، ورفضت الزواج بعده لأنها لم تجد رجلا يملأ عينيها وظلت هكذا حتي سألتني مباشرة في رأيي عنها، فرددت عليها ضاحكا أنت جميلة وتحتاجين لرجل عاقل وليس مجنونا وودعتها علي الفور فسألتني إن كنت فكرت في العودة فأنت تعرف مكاني في السوق ويسعدني أن أراك". ويؤكد الشهاوي أن الحب يتفوق علي عائق اللغة أو الحدود وأن جميع قصص حبي أو إعجابي أفلاطونية، فأنا أعشق عقل المرأة وتجذبني المرأة الفنزويلية فهي هادئة الطباع، وأميل للكولومبية فهي أكثر النساء إقبالا علي الحياة، وإذا أراد أي رجل السعادة فليتزوجها فرغم فقرها المدقع عاشقة للحياة ولزوجها، بينما تعتبر الصينية من أنظف نساء العالم وتستيقظ فجرا لتنظيف الشوارع وتكمن مشكلتها في عدم إظهار مشاعرها ومن الصعب فهم أحاسيسها، أما المرأة الهندية يرفع لها شعار "من بره هلا هلا ومن جوه يعلم الله". أما القبائل البدائية فلا تفرق بين الرجل والمرأة فأحاسيسهما، بينما يستمتع العالم العربي بمرحلة ما قبل الزواج إذ تجمع بين الرومانسية والمشاعر الفياضة ولكن يعاب عليهم سيطرة المشاكل الواقعية علي حياتهم الزوجية وعلي المرأة المصرية الاستمتاع بالحياة وإجادة التعبير عن الحب.